الخميس، 6 نوفمبر 2008

اصفرx اخضر او اخضرx اصفر




بقالى كتير بفكر لية كل حاجة بنعملها منحاولش نخليها معتدلة ...لية لازم نبقى تابعين احد لية مينفعش يبقى عندنا دماغنا
احنا و تفكيرنا احنا لية كل واحد ميبقاش عندة شخصيتة هو ...يعنى مثلا الواحد يمشى فى الشارع اليومين دول احس ان البنات كلها شبة بعض مقسومين نصين نص لابس اصفر فى اخضر و النص التانى لابس زهرى فى بنفسجى و الواحد يبقى خارج كدة من باب العمارة الاقى 5 ولا 6 بنات ماشين مع بعض و كلهملبسين زى بعض الجيبة الجينز الضيقة و الجزمة الكوتشى(فاكرين الجزمة الكوتشى بتاعة زمان الة هيا اصلا اسها كدة و بقت تطلق على اى حذاء رياضى)المهم وبعدين لبسين 5 او 6 حاجات من فوق متفهمش ازاى بيعملوا كدة فى نفسهم بيجيلى احساس ان الفريق القومى للبرازيل ماشى و عندة ماتش فى الشارع عندنا ....المهم يادوب اطلع على اول الشارع الاقى بردة حبة بنات لابسين نفس اللبس اللهم واحدة مثلا لابسة ايشارب مش اخضر...والواحد يبقى قاعد مستغرب امال كانوا بيلبسو اية قبل كدة...وانتو عارفين حجاب اليومين دول عامل ازاى دة الواحد لما بيدخل القميص جوة البنطلون بيبقى مكسوف مش عارف ازاى هما بيعملو كدة ...سامع واحد بيقول وانتا ماللك انت ميلبسوا زى ما هما عايزين ...وانا بقوللك ماشى يا سيدى دية البلوج بتاعتى وانا حر فى رأى وبعدن انا الى بعترض علية يا اما الواحد يعمل الحاجة صح يا بلاش (يتبقى صايع و تقول انا صايع يتمشى عدل انما شغل ال ال ال....مش لقيلة اسم ) نرجع لموضعنا هو الواحد برضة مش بيبقى عايز يحس انة مميز كدة انما الواحد و هو ماشى و لاقى 4 او 5 لبسين نفس القميص بيضايق ويمكن ميلبسوش تانى اش حال بقى البلد كلها لابسة نفس اللبس خلاص مفيش دماغ يعنى الى بيحصل فى اللبس بيحصل فى كل حاجة ...تقريبا و اللة اعلم هما فاكرين ان الى حيلبس اصفر فى اخضر حيبقى مثال للشابة العصرية بالزمة دية دماغ ....وكمان النضارة العجيبة الكبيرة الى زى بتوع الناس بتوع اللحام كلة لبسها اة امال اية علشان الطقم يكمل وقيس بقى الدماغ الى وصلتهم انهم يعملوا كدة قيسة بقى على كل حاجة ....سيبك من البنات يا عم اصل الحكاية دية متأصلة فينا كمصريين ...تلاقى واحد عمل اغنية و فيها كلاكس عربية دة و عجبت الناس على اساس ان كلاكسات بتعجب الناس دلوقتى للاسف(راجع اغانى بعرور) لو فرضنا ان دية اغنية اصلا تلاقى كل العالم حطة كلاكسات فى الأغانى مش مهم هى حلوة ولا اصلا هي اية لزمتها فى الأغنية بس علشان كان فية اغنية فيها كدة يبقى نعملالى علينا ونحط كلاكسات واكيد حتنجح...احنا بتوع ال
copy &paste
فى كل حاجة ودايما كل واحد شايف انة مش عجيب وانة غير كل الناس ودة بقى الى تاعبنى اقول هو انا الى عجيب ومش فاهم ولا الناس بقت مع الهوجة والموجة ساعت بقل ياةةةة انا كان نفسى اعيش فى العشرينات ....كانت الناس وقتها بالها رايق وكانت الناس كدة فى حالها وتلاقى كدة الباشا قاعد فى البيت و لابس الروب وكل خميس حفلة والناس البسيطة زمان كانت نضيفة كدة والحارة زمان شكلها حلو و الناس عرفين بعض والميكانيكى مظفلت شعرة فازلين و شكلة اجر الاجة وتلاقى كلامة محترم اجدع من رجال الأعمال بتوع دلوقتى .....حتى العيال الى رايحة الكلية لابسين بدل كدة والواد شكلة افندى وكرافتة واية يعنى مش العالم بتوع الشبشب ابو صباع........فى حاجات كتير غيظانى يعنى حاجة منهم لية ميبقاش فية الهوية العربية لية دايما احنا فة موقف التابع الضعيف مينفعش الواحد يبقى ظالم مرة بلاش ظالم بس ميبقاش تابع ضعيف عل الأقل ......سبو دة بقى لمرة تانية
ملحوظة:نفسى الاقى المصنع الى بيطلع البنات دية واقفلة و افجرة يمكن الناس تلبس الوان عدلة و هدوم عدلة و الواحد يشوف كذا بنت مش هى بنت و معمولها copy

الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

أوباما والذيل اليهودي بقلم د. أحمد خالد توفيق

منذ بضعة أسابيع قلت إن فوز ماكين بالانتخابات شبه مؤكد، واستندت في هذا إلي رأي مفكرين كبار قالوا إن أمريكا ليست مهيأة بعد لرئيس أسود أو رئيس امرأة، وإنه في ساعة الجد سوف يتم انتخاب الأبيض الانجلوساكسوني البروتسنتانتيWASP.. أي «ماكين» باختصار شديد. طبعًا كان هذا قبل الأزمة الاقتصادية وسارة بالين وعوامل أخري كثيرة جعلت فرصة أوباما شبه مؤكدة في الفوز، ما لم تحدث معجزة أو يتورط أوباما في فضيحة جنسية خلال هذه الفترة القصيرة. الخلاصة أن الاعتراف بالحق فضيلة بلا شك..
غير أن أوباما نفسه مقلق .. ها هي ذي الانتخابات لم تبدأ بعد والرجل يبذل الوعد تلو الوعد لإسرائيل في سخاء، حتي وصفه روبرت فيسك ساخرًا بأنه «يبدو كأنه يرشح نفسه للكنيست الإسرائيلي لا رئاسة الولايات المتحدة»». ربما أكون مخطئًا كالعادة، لكن هل فيسك يتكلم بما لا يعلم؟كبرهان علي هذا الكلام، ظهر مؤخرًا إعلان لحملة أوباما منشورًا في موقع أمازون ضمن إعلانات مدفوعة عن كتاب «اللوبي الإسرائيلي». اضطر أوباما لرفع هذا الإعلان بعد ما كتب عنه محرر نيويورك صان. أكد أوباما أن الإعلان ظهر هناك بطريق الخطأ .. لم يقرأ الكتاب لكن ما سمعه عنه يجعله لا يتفق مع مؤلفيه. مذعورًا أكد أن له وجهة نظر مختلفة عن الكتاب وأنه يؤمن بمساندة إسرائيل بلا حدود .. وهو يري أن ما يقال عن كون مساندة إسرائيل تسيء لسمعة أمريكا كلام فارغ.. هكذا يؤكد أوباما ما قاله فيسك من قبل..مع الانتخابات الأمريكية يكثر الكلام عن اللوبي اليهودي في أمريكا. لفظة لوبي في حد ذاتها مشتقة من رواق Lobby البرلمان البريطاني الذي كان الأعضاء يجتمعون فيه قبل المجادلات البرلمانية. وحجم هذا اللوبي اليهودي يتراوح بين كونه يدير مصائر العالم من خلف الستار في ضوء الشمعدانات السباعية، وبين كونه غير موجود علي الإطلاق كما يري البعض. هل إسرائيل تحرك الولايات المتحدة بيد قادرة اسمها اللوبي اليهودي ؟ أم أن إسرائيل هي نفسها يد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، تنفذ سياستها بكفاءة وقدرة كما يري «هيكل»؟الانتخابات الأمريكية تعيد هذا السؤال للأذهان، وقد تذكرتْ قناة الجزيرة ذلك الكتاب المهم «اللوبي الاسرائيلي» الذي كتبه ميرشايمر ووالت عن اللوبي الاسرائيلي، وصدر عام 2007 كتطوير لورقة بحثية صدرت عام 2002. الأول أستاذ علوم سياسية في شيكاغو، ومعارض عنيف لحرب العراق و له مقالان مهمان عنها هما «الحرب غير الضرورية» و«إبقاء صدام في الصندوق»، وكرر في كل مناسبة أن الحرب علي العراق هدفها الأوحد جعل إسرائيل أكثر أمنًا. الثاني أستاذ علاقات دولية في هارفارد. من حين لآخر يجرؤ مثقف في العالم الغربي علي أن يعلن أن الامبراطور عار تمامًا .. طبعًا يتحدي بذلك تهمة معاداة السامية الجاهزة لتطير الأعناق وتقطع الأرزاق. وحتي اليهود الذين ينتقدون إسرائيل يصير اسمهم «اليهود الذين يكرهون أنفسهم». حتي استعمال مصطلح اللوبي الإسرائيلي نفسه يتهمك بمعاداة السامية.هذا الكتاب يقول باختصار إن مجموعة المصالح التي تشكل اللوبي الاسرائيلي تدفع الولايات المتحدة دفعًا إلي تشجيع الجرائم ضد الفلسطينيين ومعاداة سوريا وإيران وتجاهل الولايات المتحدة لمصالحها الجوهرية. هو لوبي مثل أي لوبي آخر يهدف لمصلحة أعضائه، لكنه يفعل ذلك بكفاءة عالية جدًا. وهذا اللوبي أقنع الشعب الأمريكي أن مصالح إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة هما نفس الشيء. إن منظمة «إيباك AIPAC» أو لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية تسيطر بقوة علي الكونجرس، مع 34 مؤسسة سياسية أو اقتصادية مما يمنح اللوبي قوة غير معتادة، مسلحًا بتهمة معاداة السامية، لكن هذا اللوبي لم يستطع غزو الساحات الأكاديمية علي كل حال، برغم أن اللوبي يراقب بعناية أبحاث وكلام أساتذة الجامعات. ويجب أن نتذكر أن جامعة هارفارد أصرت علي محو شعارها من أية نسخة من هذا البحث، كما أبرزت بوضوح أن الدراسة تعبر عن رأي كاتبيها ولا علاقة لها بها.ليس اللوبي مكونًا من اليهود فقط، بل يتضمن عددًا هائلاً من المبشرين الإنجيليين ومنهم بات روبرتسون ورالف ريد. هؤلاء يؤمنون بأن إسرائيل نبوءة إنجيلية لابد أن تتحقق، والعرب الأوغاد يمنعون تحقق هذه النبوءة. هناك كذلك شبكة من الإعلاميين اليهود في وسائل الإعلام. ومعظم رجال اللوبي يؤمنون بسياسات حزب الليكود ولهم دور بالغ الأهمية في تحريك الحرب علي العراق. بالتالي أمريكا تحارب وتعاني وتدفع من أجل إسرائيل حاسبة أن هذه مصلحتها. إسرائيل تلقت مساعدات قدرها 140 مليارًا منذ الحرب العالمية الثانية وهي أكثر طرف ينال مساعدات أمريكية في العالم، دعك من أنها الطرف الوحيد الذي ليس عليه أن يبرر أوجه إنفاق المعونة.. يعني هي حرة تمامًا. ومن أجل إسرائيل استعملت الولايات المتحدة حق الفيتو 32 مرة منذ عام 1982 حتي اليوم.هذه العلاقة أفسدت تمامًا علاقات أمريكا مع العالم العربي «هذا صحيح لكن علي مستوي الشعوب طبعًا» برغم أن إسرائيل عبء حقيقي علي أمريكا.. طفل مزعج قد تضطر أمريكا إلي تركه في البيت حتي لا يحرجها كما حدث في حرب الخليج الثانية.هذا ما قاله الأستاذان الأمريكيان.. بذكاء تجنبا استعمال لفظة «لوبي يهودي» وفضلا استعمال «لوبي إسرائيلي» حتي تنتقل الإيحاءات إلي السياسة لا الدين، وهما يذكران الحقيقة المعروفة: أمريكا ليست حليفة إسرائيل ضد الإرهاب، بل هي تواجه الإرهاب لأنها حليفة إسرائيل!. سجل إسرائيل في الإبادة العرقية ليس أكثر نصاعة من أعدائها.. وشامير الإرهابي الذي اغتال «فولك برنادوت» وسيط الأمم المتحدة للسلام، صار رئيس وزراء إسرائيل وقال بوضوح تام: اليهودية لا ترفض الإرهاب كسبيل للصراع.هناك من امتدح الكتاب باعتباره دعوة للصحوة أو «مكالمة إيقاظ»، وأقر ساسة كثيرون منهم برجينسكي بصحة هذا الكلام . قال أحدهم : «لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط ما لم تنظر أمريكا بصراحة لحقيقتها المذكورة في هذا الكتاب المحزن». وقال أحدهم: «البحث يتضمن الكثير مما هو حقيقي والقليل مما هو جديد..». عامة دعا مشجعو الكتاب إلي نبذ تهمة معاداة السامية الجاهزة .. لا مشكلة في انتقاد إسرائيل إذا كان المنتقد لا يسلب إسرائيل حقها في الوجود. يقول آخر: «الحملة المسعورة علي الكتاب دليل آخر علي أن كلامه صحيح..»يقول جوزيف مسعد أستاذ السياسة العربية في جامعة كولومبيا: هل اللوبي الإسرائيلي قوي فعلاً؟.. لقد واجهت قوتهم المروعة ومحاولاتهم لطردي من الجامعة، لذا أجيب: نعم.. لكن هل اللوبي يتحكم في سياسة أمريكا نحو الفلسطينيين؟.. أقول لا.. أمريكا سياستها استعمارية أصلاً .. وهي لا تساند من حركات التحرر إلا ما يناسب سياستها..أما من هاجموا الكتاب فقالوا إنه مجرد تنويع علي نظريات المؤامرة البلهاء المعتادة.. إن فرضية أن الذيل اليهودي يحرك الكلب الأمريكي تبسيط لا تتحمله الأمور. أحدهم قال: هذا يفترض أنه لو تخلت أمريكا عن سياستها المساندة لإسرائيل لأعلن بن لادن التوبة، وعاد ليعمل في المقاولات مع أسرته!. من الغريب أن من ضمن معارضي الدراسة «ناعوم تشومسكي» نفسه الذي رأي أن البحث انتقائي جدًا. قالوا كذلك إن الكتاب ابتزاز أخلاقي وإن البترول وليس اسرائيل هو ما يحرك سياسة أمريكا في المنطقة. هذه نقطة رد عليها المؤلفان بسهولة: لو كان هذا هو الحال لساندت أمريكا الفلسطينيين ولكانت صديقة إيران الحميمة.هناك بالطبع لوبي عربي في أمريكا.. تصور هذا!.. البداية هي الرابطة القومية للعرب الأمريكيين NAAA التي تكونت عام 1972، ثم ظهرت جمعيات أخري كنتيجة للكراهية المتزايدة ضد العرب مع حرب 1973 وحظر البترول. قال جيمس زغبي إن اللوبي العربي يعاني مشاكل في التنسيق والانتخاب .. بالأحري هو غير موجود تقريبًا.الانتخابات الأمريكية علي الأبواب، وسوف نري ونسمع .. لكن سياسة أمريكا ثابتة تجاهنا ولن تتغير ما لم نتغير نحن، سواء هز الكلب الذيل أم هز الذيل الكلب.

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

الصينيون ليسوا قادمين

عم شحاتة سائس السيارات رجل مكافح .. يبدأ يومه بالعناية بسيارات البهوات الواقفة في الخرابة وتنظيفها واقفًا مشمر الساقين ممسكًا بالدلو والفوطة في صقيع الصباح، ثم يرحل آخر البهوات فيصير الصباح كله له كي يعمل في بناية قريبة تحت الإنشاء، فيقوم بحمل الطوب إلى الطابق الرابع. أحيانًا يتسلى بتنجيد بعض قطع الأثاث القديمة لزوم جهاز البنت، وأحيانًا يعمل كبواب يلبي حاجات ربات البيوت العجائز اللاتي يخاطبنه من الشرفات. دعك من أنه في قريته يربي بعض المواشي لأحدهم . يقيم عم شحاتة في عشة صنعها لنفسه من بقايا الورق المقوى والمشمع وأية قطعة خشب وجدها، وبداخلها تجد فراشًا صغيرًا وجهاز مذياع يخص ماركوني شخصيًا، وهناك ثلاثة قوالب طوب اتخذها موقدًا يضع عليه عدة الشاي .. نسيت أن أقول إنه يبيع الشاي أحيانًا لكل الحرفيين والمتاجر المحيطة بالخرابة التي تقف فيها سياراته. في كل يوم عند العصر يصل (وانج- هاو) مندوب المبيعات الصيني حاملاً حقيبته الثقيلة التي ينوء بها كتفاه. ابتسامة قاسية على وجهه المجعد المرهق، ثم يرتمي ليجلس على كومة من قوالب الطوب، وقد اندهشت للغاية لتلك الصداقة التي تجمع بين رجلين لا يتكلمان أية لغة مشتركة .. لا عربية ولا إنجليزية ولا صينية، وبرغم هذا هما صديقان حميمان والتفاهم بينهما ممتاز.. يجلس (وانج –هاو) بانتظار عم شحاتة كي يعد له كوب الشاي الساخن المجاني غالبًا، فيرشف منه في انتشاء .. يبدو أنه لم يبع شيئًا بعد يوم كامل من المشي في شوارع طنطا المزدحمة الوعرة.. أين يقيم ؟.. ما الجهة التي يعمل معها ؟... هو لا يجيب وعم شحاتة لا يعرف. برغم هذا فالرجلان صديقان حميمان. تشعر عندما تراهما من بعيد أنهما يتبادلان حديثًا مهمًا ثم تقترب فتدرك أنهما صامتان يتبادلان الأفكار. عندما تأملت في الأمر بدا لي غريبًا جدًا .. هذا الرجل الصيني جاء من الجهة الأخرى من العالم ليعمل مندوب مبيعات في مدينة صغيرة في مصر، ويجلس في خرابة ليشرب الشاي من كنكة سوداء متسخة أعده له سائس سيارات .. ما هذا المصير؟... وما الذي قاده له ؟... أما عن العلاقة الحميمة بينه وعم شحاتة فسببها مفهوم.. إن بين الرجلين لغة واحدة بليغة هي لغة الشقاء.. يفهمان بعضهما بلا كلمات .. كان من المفترض أن أشعر بالإعجاب والانبهار بهذا النشاط .. خلية النحل الصينية التي لا تكف عن العمل.. إن الصينيين في كل مكان من مصر اليوم. لم يعد الأمر يقتصر على تصدير المنتجات بل إن العمالة الصينية تملأ مصر، ولا أعرف المسئول عن هذا في بلد يعاني شبابه البطالة أصلاً. بل إن هناك إشاعات عن عرسان صينيين جاءوا ليقضوا على أزمة الزواج عندنا !.. وإن هناك نحو 50 صينيًا تزوجوا مصريات خلال عام 2006. لو صح هذا لكان الجنون بعينه .. يتقدم الشاب المصري لفتاة فتطلب كذا وكذا وكذا (لأنها مش أقل من عزة بنت خالتها) ثم يتحدثن عن مشكلة العنوسة ويتزوجن وانج – هاو ! هناك غزو من آلاف الصينيات على عزبة أم بدوي شمالي شبرا الخيمة .. خمسة آلاف فتاة صينية تفد على قرية أم بدوي يوميًا، حتى أن أهالي القرية صاروا يجيدون الصينية تقريبًا .. هناك زحف صيني على الشقق الرخيصة في امبابة والمنيب . البائعة الصينية تدق الباب وتغض بصرها قائلة: "السلام عليكم ورحمة الله" ثم تطلب مقابلة ربة البيت وترفض الدخول من دون وجودها .. كلنا يعرف أن الاقتصاد الصيني ينمو بسرعة غير مسبوقة .. في إحدى قصص مايكل كرايتون يقول المهندس الأمريكي: "ضيقو الأعين قادمون .. كانوا اليابانيين ثم صاروا الصينيين .. كلهم ضيقو الأعين لا يأخذون إجازة يوم الأحد ولا يهتمون بكرة القدم !". مجلة الايكونوميست قالت إن الصين التي يبلغ سكانها ربع سكان العالم ستصل الى الدولة الأولى في النمو الاقتصادي عام 2020 وسيبلغ حجم ناتجها المحلي 29.6 تريليون دولار، وهي اليوم تشغل الموقع الثالث بعد اليابان. الصين تنتج ثلثي إنتاج العالم من ماكينات تصوير المستندات وأفران الميكروويف والدي في دي والأحذية ونصف إنتاج العالم من الملابس وآلات التصوير وخمسي إنتاج العالم من الكمبيوتر المحمول. إن الصين قد فاقت الولايات المتحدة في تصدير معظم سلع التكنولوجيا حول العالم عام 2004. لهذا كانت هناك حرب اقتصادية واضحة من الولايات المتحدة ضد هذا العملاق المصر على أن ينمو أكثر .. صحيح أنه ما زال بعيدًا جدًا عن الاقتصاد الأمريكي، لكن لابد من توجيه ضربات له .. بل إن العديد من المراقبين السياسيين ينظرون إلى الضربة العسكرية على أنها (خيار أخير) لمنع قيام قوة عظمى صينية في العالم، وهم يراهنون على (الشرك التايواني) الذي قد يؤدي بالصين لضرب تايوان من ثم تضربها الولايات المتحدة وتستريح. هكذا راحت الضربات الاقتصادية تتوالى: موضوع المنتجات الصينية التي تشكل خطورة على الأطفال.. هذه الفضيحة التي أدت لسحب 19 مليون لعبة من الأسواق مؤخراً فيما يعرف بالاسترجاع Recall، لأنها مطلية بمادة سامة تحتوي الرصاص. تذكر أن الصين تورد 80 بالمائة من لعب الأطفال في العالم اليوم.. ثم جاءت قصة معجون الأسنان الملوث والدهانات السامة والمأكولات البحرية التي أضيفت لها مضادات حيوية. وكانت المنتجات الصينية في عام 2006 تمثل نصف المنتجات المعيبة التي كشف عنها نظام حماية المستهلكين الأوروبي نتيجة لهذا أعدمت بكين رئيس هيئة متابعة سلامة الاغذية والعقاقير للتقصير في عمله. يجب أن يحمد المسئولون هنا الله على أنهم ليسوا في الصين. تصر الصين على توجيه ضربات مضادة من مبدأ المعاملة بالمثل:"الصين ستقوم هي الأخرى بفرض معايير أكثر صرامة بشأن الواردات الغذائية من الولايات المتحدة ." لقد أعادت إرسال شحنة من المشروبات قادمة من الولايات المتحدة بعد ان أظهرت اختبارات أجريت في شنجهاي وجود نسبة كبيرة بها من الصبغة الحمراء . قررت سلطات الحجر الصحي في بكين حظر استيراد اللحوم من سبع شركات أمريكية كبرى ، مشيرة إلى أن نتائج الفحوص المعملية على عينات من تلك اللحوم أظهرت أنها " ملوثة " ، مما يشكل خطراً على صحة المستهلكين. في يوليو 2007 أعلنت سلطات مراقبة الجودة الصينية أنها وجدت بودرة بروتين مستوردة من شركة أمريكية تحتوي على كميات زائدة بشكل كبير من عنصر السيلينيوم . برغم هذا – والكلام للايكونوميست - ازدادت الفجوة بين الأغنياء والفقراء. لقد بلغ عدد بليونيرات الصين 106 بليونير، ويمكن القول ان النمو الاقتصادي لم يحدث فارقًا في حياة الناس، فما زالت الصين تشغل المركز 100 في معدل نصيب الفرد من اجمالي الناتج والمركز 81 على صعيد التنمية البشرية وهي بالتالي دولة نامية على هذا الصعيد. حجم الاقتصاد الصيني ما زال أقل بكثير من نصف حجم الاقتصاد الياباني (نحو 9 تريليون دولار)، ناهيك عن الاقتصاد الامريكي الذي يزيد على 50 تريليون دولار. الاستنتاج الرئيسي هو ان الصين دولة متقدمة جدا في مؤشرات النمو الاقتصادي، لكنها دولة نامية في مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. مشكلة الصين هي أن سياسييها يخلطون بين النمو والتنمية، وهذا متوقع في دولة دكتاتورية .. أنا لا أفهم الاقتصاد جيدًا، لكنني أفهم منظر (وانج هاو) البائس الجالس يشرب الشاي من يد عم شحاتة.. أقسم بالله أن هذا رجل لا ينتمي لقوة اقتصادية كاسحة، وبهدلة الأرامل التي تعيشها الزهرات الصينية لا تمت بصلة لرفاهية الفرد .. إن وانج هاو صورة أخرى لعم شحاتة. كلاهما غلبان يجري على أكل عيشه في ظروف أقوى منه .. ولهذا لا أرى الصينيين قادمين على المدى البعيد. هامش أخير: ما هذا الذي يحدث في غزة بالضبط ؟.. ولماذا تضج الإنترنت والشوارع بهذه الثورة على رسام كاريكاتور دانمركي قليل الأدب والموهبة بينما شعب عربي أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يُباد حرفيًا فلا يبالي أحد؟.. اعتقادي وأرجو أن يكون خائبًا أن العالم قرر أن الوقت قد حان لإبادة الفلسطينيين باعتبارهم خارج معادلة الشرق الأوسط الجديد ولا مكان لهم في هذا الكون. قرر العالم كله أن الفلسطينيين هم نوع آخر من الهنود الحمر وبدائيي أستراليا، ولهذا يتسلى ويقزقز اللب بينما تتناثر جثث الأطفال على الشاشة وتهددهم إسرائيل بالمحرقة فلا يهتم أحد.. كلكم منافقون أولاد كلب .. أكلة لحوم بشر بثياب السهرة .. جتكم البلا ..