الأحد، 28 ديسمبر 2008

أين الغضب الساطع


الغضب الساطع آتٍ و أنا كلي ايمان

الغضب الساطع آتٍ سأمر على الأحزان

من كل طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ

و كوجه الله الغامر آتٍ آتٍ آتٍ

لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي

سأدق على الأبواب و سأفتحها الأبواب


اسف غزة احنا حاجة تكسف


ولسة 2008 مخلصتش
الحاجات دية فين
الأنتماء الأخاء, الكرامة, العزة, الثقة, القوة, الهوية,الشجاعة ,الشهامة,المجد,المستقبل,الحاضر, ............................؟؟؟!!!!

الخميس، 25 ديسمبر 2008

من قصاصات صالحة للحرق عن د.احمد خالد توفيق

أريد أن أسافر إلى أمريكا .. إلى بلد يعرف قدري .. قلت له: لماذا تريد أن تسافر لبلد يعرف
قدرك ؟... لماذا تريد هذه الفضیحة ؟ .. في بلد طیب متسامح مثل مصر يمكن للحمار أن يظل مستورًا وأن
يأمل في وجبة العشاء.. لكن هناك سیفتضح أمرك خلال ربع ساعة ... نصیحتي هي.. ابق هنا !

كان يعتقد أن بلاهته وعقده فريدة من نوعها .. عندما اختلط بالناس أدرك أنه وباء متفش .. وقد أصابه
هذا بالذعر .. كان يحسب نفسه متمیزًا أكثر من هذا ..!

فتیات خبیثات لا يكففن عن الهمس والضحكات المختلسة .. معهن شعرت بأنني ذئب وديع تحیط به
الحملان المفترسة !


لو سمح ببیع اللحم البشري عند الجزارين، لارتفعت قیمة الإنسان مرة أخرى .. عندئذ سیكون سعرك يا
صديقي آلاف الجنیهات ..

كان يشتري الأثاث الغالي كي يصیر من الناس الذين يشترون الأثاث الغالي !.. يلعب التنس كي يصیر
من الناس الذين يلعبون التنس .. يدخن الغلیون كي يصیر ممن يدخنون الغلیون ..

ألن يكفوا عن هذا السخف ؟.. كل مجلة ترى على غلافها عجوزاً متعصباً وتحت صورته عبارات من طراز:
"سید عبد السمیع يتكلم" .."شهادتي للتاريخ".. وداخل العدد تجد أحد الصامتین الذين قرروا أن يتكلموا
فجأة : "جمال عبد الناصر لم يكن يحب الجبنة البیضاء ..لقد كذب هیكل"... "السادات لم يكن يشد السیفون
بعد مغادرة الحمام".. و"كنت جالساً مع إبراهیم حنفي وسید شحاته حینما دخل عبد الناصر وفي يده
ساندوتش بسطرمة"..
كل واحد منهم كان الصديق الأقرب لأحد الزعماء، وكل واحد منهم يعرف يقیناً بالمكان الذي ذهب إلیه
الزعیم بعد وفاته ..

سئمت التظاهر بأنني آخر ..

سر تقديرنا البالغ لمن ماتوا، هو أنهم لن يضرونا بعد الآن

إعمل الخیر وارمه في البحر .. بشرط أن يراك أحدهم وأنت تفعل ذلك .. عندها سیخبر الآخرين أنك لا
تفعل الخیر فقط، بل وترمیه في البحر أيضاً ّ

كانت فرقة من فرق الأفراح التي تزف العريسین .. نفس الوجوه الكالحة التي تلقى اكثرها مطواة في
وجهه في مناسبة ما .. تعرف جیداً انهم سیتعاطون (الكیف) بما سیحصلون علیه من هذا الزفاف .. ضوضاء
لا تفهم فحواها سوى أن كل مقطع غنائي ينتهي ب (اللیلة).. مع ذلك الولع المرضي بتشويه أغاني (أم
كلثوم)..

ينتهي فیلم (العار) بنصیحة أخلاقیة لا بأس بها .. تجارة المخدرات مربحة جداً بشرط أن تتعلم إخفاءها
تحت البحیرات المالحة !

كم اتمنى


يا كم احسد الأطفال الصغار... عندما اراهم استعيد ذكريات الطفولة حين كنا ننهض صارخين فى الظلام ,فنجد من يعانقنا ...و يهدىء من روعنا ويلثم جبيننا بشفتين دافئتين ...ثم يحملنا لنام معة...كيف يمكن ان تؤذينا كل شياطين الكون بعد هذا ..؟!! كم احتاج انا الرجل الناضج الى من يفعل معى ذات الشىء! لكن زمن تلقى الحنان ولى ...على ان أعانى كل شىء وحدى....على ان اقف وحيدا فى العواصف كجدار ...بل تصور هذا... انا مطالب بأن اعطى الحنان و الحماية للاخرين وانا مفتقدة

طعم البيوت


طعم الحاجات بيعيش ساعات

ويدوب قوام...وقوام يفوت....جوا القلوب

والذكريات ما يعيش غير ... طعم البيوت



جدران بتحضن جوا منها قلوب كتير

وابواب بتقفل عالجنايني وعالوزير

شباك موارب من وراه واقفة الصبايا

قضوا النهار في الوقفة الوقفة قدام المرايا

اسرار كتير عدد البيوت في الشارع

الطيب يا ناس مايبانش منها غير الي يطلع منو صوت

اللمة لما تحلى في ساعة العصاري

تفتح مزاد عالحب تلقي الف شاري

شاهد بيفضل م البداية للنهاية

وكل ركن في قلبه يحكيلك حكاية

وكفاية لما بتلاقيه

فاتح دراعه بيناديك

ويقول تعالا في حضني ده انت واحشني موت




مش عارف طلبت معاية الأغنية دية لأوعجبانى اوى النهاردة غير كل مرة بسمعها فيها انا شكلى ححط اغنية كل كام مرة كدة واشوف بعد حبة انا كانت طلبة معايا بأية

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

حاجات تفقع و تغيظ (3) العيدية



لسة بردة عمال اشوف حاجات تفقع و تغيظ فى المحروسة ....زى موضوع العيدية دة المعروف ان العيدية الأبهات و الجدود بيدوها لأطفال العيلة فى العيد علشان يفرحوا ويهيصوا بس اكتشفت ان الموضوع مبقاش مقتصر على الأطفال بس انهم ياخدوا عدية ولا على الأبهات و الجدود انهم يدو عدية لالالالا دة ناس كتير اوى بتاخد عدية و ياريت فى العيد بس لا دى السنة كلها عندهم عيد خد عندك مثلا رايح السينما ورحت عند شباك التذاكر تقطع تذكرتين زى خلق اللة تلاقى الراجل الى قاعد فى شباك التذاكر حاطط قدامة جنيهات و انصص ويقوللك كل سنة وانت طيب تفضل تفكر انت هو اية المناسبة متفتكرش يمكن ان انت روحت السينما و شفوك دة عيد عندهم وتلاقية بيضحكللك فتقولو وانت طيب وتروح مديلة حاجة انت و ذوقك بقى تيجى تخش علشان تتفرج على الفيلم الراجل ابو كشاف الى بيقعد الناس تلاقية بيقوللك كل سنة وانت طيب يا باشا بردة متفتكرش انهم مبسوطين بيك وتلاقية باصصلك كدة لحد متديلة هو كمان جنية ولا حاجة علشان يديللك التذاكر و تقعد المهم تيجى الأستراحة وتكون عايز تلبى نداء الطبيعة فتدخل الحمام وانت طالع تلاقى واحد واقف و بيديللك منديل و يقوللك كل سنة وانت طيب تروح مطلع تانى الى فية النصيب و تديهولة (اهو دة بقى الى الدكتور احمد خالد توفيق بيقول علية عندما يصبح التبول مهنة فى مصر)....المهم خلصت الفيلم و طالع بقى تركب العربية الى انت اصلا ركنها فى الشارع تلاقى واحد متعرفش طلع منين ويجى يشبر زجاج العربية مينضفوش ويقوللك خوش علية يا بية ايوة كدة هات بقى عجلة يمين واطلع...يا فلاحتك تحس انك من غيرة مكنتش حتعرف تطلع بالعربيةوحتبات فى الشارع ويجى يقوللك بردة كل سنة وانت طيب يا بية وبردة تديلة الى فية النصيب ....تعالو بس الأول نكلم على الناس الى فاتو دول و بعدين نكمل هو الراجل الى قاعد فى شباك التذاكر دة ولا الى بيقعد الناس فى السنيما مش دية شغلتة وبياخد مرتب عليها و اصلا انا دافع تمن السينما بالخدمات بضريبة الملاهى و الضريبة على اساس اية ياخد فلوس زيادة ....والى واقف على باب الحمام مبيعملش حاجة غير انة يديللك منديل ملوش لازمة اية بيطلب فلوس على اساس اية متفهمش بردة نفس الحال مع الراجل الى عامل نفسة سايس وقال اية بيطلعنى بالعربية ...الواحد يعرف مثلا انة يقول واللة دة غلبان و شقيان لما الواحد يساعدة بحاجة بس بمزاج الواحد مش تلاقية بصلك كدة و مستنى غصبعنك لا وكمان بيتشرط ربع جنية لأ نص جنية او جنية (وانت بتعمل اية اصلا علشان اديك الفلوس دية ).....المهم تسيب العالم دية و تيجى تجيب كارت للموبايل تسمع اسعار متفاوتة اللى تلاقية عندة ضمير وبيبيعو بنفس السعر الى الشركة منزلاة بية والى تلاقية مزود نص جنية او جنية و يا سلام مثلا لو انت فى الرست وانت جى من السفر تلاقى الحاجة الضعف
تركب تاكسى تسمع رقم عبيط فى مسافة متستهلش انا مش فاهم هى لية الحكومة مش عايزة ترجع العداد السواق ياخد حقة و الراكب برضة و محدش يظلم التانى اهو السواق الى سايق دة كلة بيطلع علية لما بيغلى البونديرة يروح امين شرطة ظارفة مخالفة من الهوا و يدفعلة تلاتين اربعين جنية عدية طبعا علشان يشلهالة حتى لو بتقضى
مصلحة من حكومة برضة حتدفع عدية لو ركبت ميكروباص حتلاقى كل سواق بيقول اجرة على كيفة لو بتجيب سجاير حتلاقى كل واحد بيبعها بسعر المشكلة مش فى النص جنية ولا الجنية الى بتدفعة من غير متعرف لية او بتقول لنفسك يا عم اشترى دماغك.


المشكلةان الناس دول دة بقى ا اسلوب حياة عند هم بقت بتستسهل الفلوس و اكل العيش مش ملاحظين ان الناس دول كترو ومش ملاحظين ان كمية المتسولين فى مصر كترت وان كل حاجة علشان تعملها بقت محتاجة عدية
دى بقت حاجة تفقع و تغيظ بجد

لازم تطلع حاجة كدة


فاكرين حوار الوقفة المحظوظة و حوار الكمبيوتر الى حصل ...اخيرا افتكرت انى اصلح الكمبيوتر رحت واخد الهارد ورحت على سعد صديقى الصدوق اشوف الهارد مالة لنا قولت اكيد العيب من الهارد ....روحت و عملت وظبت الهارد على الأخر وروقتة و اخدت حاجات جديدة من عندة وقولت كدة خلاص بقى مالوش حجة ونزلت اخدت تاكسى مستعجل بقى عايز الحق اقعد على الكمبيوتر حبة قبل منام .....المهم روحت وصلت الهارد اللاقى نفس الرسالة الملعونة تانى قولت لأ بقى دة مش هارد وقفلتة و قمت ....حبة كدة و قولت طب م اشيل الرامات و اجرب شيلت الرامات و حطيتها تانى اشتغل وقلت يا سلالالالالالالالالالام ما كنت شيلت الرامات من زمان بدل منا قاعد اسبوع متغاظ ورحت قفلة و نمت وانا لسة متغاظ

الأحد، 21 ديسمبر 2008

يا جماعة أصحو يا جماعة



يا جماعة أصحو يا جماعة الشمس صحيت يا جماعة ....اخويا كان بيصحنا كده زماااان أيام ابتدائي لما كنت أنا و هو مع بعض في نفس الأوضة المهم وأنا مسافر البلد معدين بالعربية على كفر الدوار ألاقى يافطة كبيرة وعليها صورة الريس ومكتوب كفر الدوار ترحب بكم وبردة نفس اليافطة بنفس الصورة مكتوب عليها تصحبكم السلامة محافظة كذا .....وخد بقى عندك الموضوع دة على كل البلاد والقرى و الكفور و النجوع لحد م و صلت بلدنا .....بس لما نزلت القاهرة عشان ازور خطيبتي لقيت راجل فاتح صيدلية بس اليافطة بتاعتها بردة عليها صورة الريس الله طب آية العلاقة كمان لو قعدت تحسب فيه كآم مدرسة اسمها مبارك وكآم مستشفى وكآم مركز شباب يااااااة دة غير المحطات و الشوارع و المزارع كمان دة غير أنة عند اى مقر للحزب الوطني لازم تلاقى 3 أو 4 صور كبيرة للريس ...كمان لو عديت على اى محطة ترام اتجديدت أو أنشالة حتى فسقية ولا نافورة ايوة الله حتلاقى مكتوب تم افتتاح في عهد الريس مبارك طب دية مالها ومال الريس ...عمرك كدة فى فيلم امريكانى ولا فرنساوى لقيتهم كدو معلقين صورة بوش عند يافطة مطعم ولا عند الكارتة بتاعة نيويورك ولا مثلا لقيناهم راحوا مسمين البلد بأسمة ابدا.... ولا مثل عند باب الحزب الى بوش تابع لية علقوا صورتة علية ولا صورة اوباما مفيش خالص الكلام دةيا عم مش امريكا اى حتة فى اوروبا ولا بلد من دول فكك من باكستان و الناس دية علشان زينا نفس النظام ....من الأخر كدة زى ما اخويا قالها من زمان... يا جماعة أصحو يا جماعة

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

القصيدة الجديدة لــ "الكبير" .. عبد الرحمن الأبنودى




هل يمكن لمن أنجب أن يعجز عن تسمية مولوده؟ أنا عجزت - رغم الاعتصار وطول الانتظار - أن أهب القصيدة اسما، كلما عثرت علي اسم أحسست أنه سوف يؤذيها. هل منكم من يهبني اسماً دون الاعتداء عليها..؟


ما لقيتلهاش عنوان


ولحدّ ما تنشف منابعها البترولية


وتجف ربوع أراضيها.. الزراعية


وينام الموت.. يتمطع في البرد وفي الشرد


وتعود كل البنايات العالية للأرض


بالجوز والفرد


وينطفي في خدود صباياها


لهيب الورد


ولحد أمّا يموتوا


كل ملوكها ورؤساءها وأمراءها


وولاد أولاد:


كل ملوكها ورؤساءها وأمراءها


ولا يفضل منهم حد


لحدّ الكٌُترة ما تصبح قِلة


ولحد قصور الأمرا


ما تتلطع علي واجهاتها الجلَّة


ولحد الشمس ما تطلع م الغرب


ولحد ما تضني - من غير حرب


كل جيوشنا وعاسكرنا الآنية


وجيوش وعساكر كل الأجيال الجايه


وكل الخلق ف كامل أرجاء الأمة


أصحاب ضمايرها


وقلالات الذمّة


الأغنيا.. والفقرا..


سُراق المال.. والأجَرا


مُحتكري الصحة.. وأصحاب الِعلّة


كلّنا: مِلَّة.. مِِلّة


حنموت.. وولادنا تموت


وولاد أولاد أولادنا تموت


واحنا لسه بنقول عنها:


«الأرض المحتلة»!!

حاجات تفقع و تغيظ(2)أذا لم تستحى فأفعل ما شئت



ياةةة إنا بيتهيئلى أنى لو قررت أنى مبطلش كتابة عن الحاجات الى تفقع و تغيظ في المحروسة مش حبطل كتابة يا مكتر الحجات دية فى بلدنا .......يعنى اية يعنى اركب ميكروباص و اجى ادى السواق الجنية الفضة دة ميرضاش ياخدة يوقلى اصلة مش بيتصرف يا بية يحسسك مثلا انة عايش فى بلد تانية و انت بتديلو عملة تانية صباح الغباء هو انا يعنى عملة على ايدى م الحكومة بتاعتك و بتاعتى هيا الى عملاة و لا انا جيبو من بيتنا المهم انا بصيت للسواق و قولتلة انت عارف انت بتقول اية...قالى بقول اية يعنى قولت اشتغلة رحت قايلة يعنى لو واحد حكومة غيرى سمعك بتقول الكلام دة كان وداك فى داهية الراجل ساكت مبيرودش المهم الموبيل بتاعى رن رديت كان اخويا و انا اخويا ظابط و كان بيتصل بيسلم عليا قبل ما يمشى فانا بقولة اية يا باشا انت رايح على الوحدة على طول قالى اة وكلام من دة المهم اخويا قفل وانا عملت نفسى قال يعنى بتكلم و قولتلة قول لمحسن باشا انا عندى حملة النهاردة ومش حقدر اجى فى المعاد و حتأخر شوية فخلية يبعت العسكرى على البيت ياخد الأوراق (اى كلام فى الهجايص)المهم السواق قاعد ساكت و مبلم.... و بقولة والى معوش غير الجنية الفضة قالى يا باشا من غير فلوس وانا بضحك مع سعادتك وفضل يجيب ورا(عالم تفقع)قولتلة لا حقك تاخدة و اديتة الجنية الفضة و قولتلة متبقاش تقول العبط الى كنت بتقولة دة تانى .....اهو الموقف دة يبين مدى سذاجة الشعب المصرى هو مرضيش ياخد الجنية علشان هو عايز يريح دماغة و يمكن حد ياخدة و يمكن مياخدوش طب وانا برضة مالى و اية اصلا الى يمنع الناس انها تاخدة مش عملة و الحكومة عملاها مش عارف اية سبب رفض الناس ليها ......ماشى مش حتكلم تانى عن الشعب المحدث الى طول ما هو راكب ولا ماشى مشغل الموبيل على اغانى ما يعلم بيها الا ربنا خلاص الشعب كلة ودانة موسيقية و مبقدرش يقعد الربع ساعة الى رايح المشوار فيها ساكت لازم يسمع مزيكا ياعينى ...انما ابقى راكب المترو و الاقى عيال اكبر واحد فيهم عند 17 سنة وقاعدين على الأرض وعمالين يطبلوا ويغنوا اغانى اعوذ باللة حاجة تقرف وواحد منهم ماسك الزمارة بتاعة المتشات وعمال يزمر اية قلة الأدب والبجاحة دية ولا فية مراعاة للناس الة قاعدة وكل واحد عمال يشتمهم فى سرة طب مدام متضايقين كدة متسكتوهم انا قولت اعمل نفسى ايجابى ورحت للعيال وقولتلهم متبس يا عم انتا و هو متبطلوا صداع ودوشة...وخد كلام وقلة ادب كتير رخت انا قليت ادبى انا كمان راح واحد راجل محترم قايم وقال صلوا على النبى يا جدعان دحنا اول يوم عيد وبصلى و قالى وبعدين يا استاذ متسيب العيال تفرح و تعيد ....صحيح عالم معفنة ورحت سايبهم ونازل وراكب عربية تانية اتارى العربية التانية الى ركبتها كانت بعد عربية السيدات علاطول الاقيلك اية ...البنات قاعدين فى العربية يطبلوا ويرقصوا وهاتك يا زغاريد بصراحة مبقتش طايق نفسى من المنظر اية الى الناس بقت فية دة فين دماغ الناس و فين التفكير و فين الأحترام و اللة ساعتها افتكرت امى كانت بتقولى زمان ان لم تستحى فأفعل ما شئت صحيح و اللة الناس مبقاش عندها حياء و بعدين تحس بكمية غباء بتشر من الناس دية ازاى يعنى هو دة معنى الفرحة هندهم انتو كدة بتفرحو يعنى ماشى يا عم طبل زمر خبط براحتك بس احترم الناس التانية مش لازم تشركنا فى فرحتك دية ......دية حاجة تفقع يا جدع

الوقفة المحظوظة


السلام عليكم و رحمة اللة و بركاتة
رجعت يا جدعان من اجازة العيد ياةةةةة كان بقالى كتير مأخدش اجازة وراحو مدينا 9 ايام اجازة مرة واحدة و الواحد بقى راجع الشغل نفسة يعيط و لسة مش مستوعب ان الأجازة خلصت المهم بقى انا قلت يوم الوقفة مش طالبة معايا نزول الناس يتبقى كلها فى الشارع و بتلاقى ناس متعرفش بتيجى منين او بيبقو مستخبين فين طول السنة وبعدين كدة كدة الواحد حيعمل اية فى الوقفة غير الى بيعملوا كل يوم....انا قلت بقى اطلع واعى و اقعد فى بيتنا اتفرج على افلام على الكمبيوتر فتحت الكمبيوتر ملقتش حاجة جديدة قلت انا اخد الهارد و اطلع على سعد صديقى الصدوق يظبطنى فى افلام ....فكيت الهارد و نزلت رحت لسعد و بعد ازيك و الكلام دة و صلنا الهارد و اخدت بقى كل الأفلام الجدبدة عربى و انجليزى المهم ظبط الهارد و دلعتة و روقتة و بقى حيفرقع من كتر الdata الى علية المهم قولتلة انا نازل بقى الى يابنى مش حنخرج قولتلة مافيش جديد نعملة انا حقعد فى البيت اتفرج على افلام على الكمبيوتر قالى اشطة نتقابل بكرة و نزلت انا بقى و راكب التاكسى مبسوط و عايز الحق اروح علشان اتفرج على الحاجة و صلت البيت و جهزت القعدة و عملتلى كباية كاكاو ساخن وروحت موصل الهارد....disk boot failure please insert the system disk اتارى الهارد مش راضى يتقرى وبعد بضعة محاولات الهارد قرى بس كل ما يجى يدخل على windows يروح عامل restart ...يادى النيلة انا مصدقت بقى و قولت حتكلفت و اشغلى فيلم قولت ما علينا كدة بقى لازم انزل windows جديد بس المشكلة ان الحاجات الجديدة انا كنت شايلها فى ال c علشان مكنش فية مكان و انى انزل ويندوز يعنى format c وكدة يبقى ولا كأنى عملت حاجة .....انا قولت انا انزل windows على windows وبعدين افضى مساحة فى اى drive و اشيل الحاجة فية و اعمل format للc براحتى ادور على cd ال windows اختفى ييييييييييية اية الفقر دة وبعد تدوير وقلب للغرفة لقيتة قولت هانت ادوس على زرار الcd-rom مش بيفتح المهم يمين شمال وهات دبوس صغير و طلعة المهم طلع حطيط ال cd .....ان الwindows ينزل ابدا بيطلعلى رسالة عجيبة قولت يعنى حبكت ال cd يبوظ دلوقتى (انا فاكر الcd هو الى بايظ)وفضلت بتاع ساعة اجرب برضة منفعش رحت مكلم مهاب...... اية يابنى اية الأخبار عندك cd windows قالى استنى ادور كدة ....اة عندىقولت طيب انا جى اخدة و نازل على طول ورحت لمهاب اتارى اية بقى ال cd الى عنة مش bootable يعنى ولا ليها اى لزمة قولت ومالة هو مين يعنى حيحصلة الحركات دية غيرى انا المهم مروان كان عند مهاب قالى انا عنى cd bootable قولتلة اشطة و نزلنا نجيب الcd ونروح بسرعة علشان الحق حتى انزل windows وانام المهم طلع جابلى ال cd ونزل رحنا واخدين تاكسى و مرجعة عند مهاب و رجعت انا بقى و عمال اقول ملكش حجة بقى يا واد يا كوكو(الى هو الكمبيوتر)طلعت ورحت داخل الأودة وحاطط الcd الجديد برضة نفس الرسالة قولت اللة دة مش عيب cd دة الهاردشكلة فية حاجة قولت انا ادخل على الdos و اعمل format c ومش مهم بقى الحاجات الى على الc الجديدة المهم اقعد علية دخلت على الdos انى الاقى الc قال اية مش لقية اكتبلو c يطلعلى drive تانى واجيلوا من هنا يا عم يهديك يرضيك برضة مش راضى قولت خلاص هو حالف من اول اليوم ميشتغلش و يعكنن عليا روحت داخل نايم وقولت مش مهم اهو الواحدينام علشان يعرف يصحى يصلى وفية لسة دبح و فرهدة هما ربع ساعة الى نمتها و لقيت الالصلاة ابتدت رحت لبست و باصص للكمبيوتر من فوق لتحت و نزلت .....ياةةةةةةة على الحظ الجميل كانت احلى وقفة

الى اللقاء يا ولاد



عيد سعيد

كل سنة و انتو طيبين

حمير كفر الشيخ تعالج السرطان (عن جريدة الأهرام)



أكد المرسي عبد الهادي خفاجي حامل الحدوة ورئيس جمعية الحمير المصرية بأن الجمعية تسعي لإقامة أول مركز لعلاج مرضي السرطان بمحافظة كفر الشيخ بدعم من المحافظة والجهات الشعبية والتنفيذية ورجال الأعمال من أبناء المحافظة وأعضاء جمعية الحمير‏,‏ حيث يجري حاليا التنسيق مع مختلف الجهات لتوفير الدعم المالي اللازم لإنشاء هذا المركز بمدينة كفر الشيخ خلال الفترة القليلة القادمة حيث يعتبر علاج مرضي السرطان هو النشاط الأول لجمعية الحمير المصرية المقامة منذ عام‏1934.‏وعن نشاط الجمعية أكد رئيس جمعية الحمير المصرية أنه أكبر حمار في العالم وله الشرف في ذلك‏,‏ وانه احتفل بحصوله علي هذا اللقب وتربع علي عرش حمار العالم الأول بعد موت رشدي اسكندر أقدم المؤسسين لجمعيات الحمير في العالم‏.‏أشار الي انه تدرج في عضوية الجمعية حيث بدأ بلقب جحش الحمار الصغير والحدوة وحامل البردعة حتي أصبح حمارا كبيرا وانه مسئول عن نشاط الجمعية بكافة أنحاء الجمهورية وأن عدد أعضاء الجمعية يصل الي مليوني شخص حاملين لقب الحمار‏.‏

انا مش حعلق


الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

Chinese_offer

اهو دة الى ناقص

Miss You My Big Brother

ya 3m ya 3m ew3edna ya rab




MyBig Brother
Miss you we7yat omi

rabena yegebak bel salama

حاجات تفقع و تغيظ (1) افة التليفون


امبارح و انا راجع من الشغل طلعت على البحر كالعادة علشلن اركب و اروح كالعادة و اخد المشوار الحلو دة لحد البيت .....المهم ركبت ميكروباص و السواق الى فية راجل كدة و دقنة كبير و بيضة المهم اديتة جنية من المكتبة لحد ستانلى راح باصليلى كدة و قالى لسة ربع جنية يا خويا قولتلو لية انا مش مكمل للاخر انا نازل ستانلى اللى هو كدة المهم قولت اوفر على نفسى الدوشة و الصداع و اديلة الربع جنية اهو عربيتة و هو حر فيها و بعدين هوب لقيتة راح مشغل شريط من الى هما بتوع ياتارك الصلاة و كدة قولت حلو اهو الواحد يسمعلوا كلمتين وهو مروح يجدد بيها ايمانة بس مش دة الى لقيتوا....بداية الشريط كانت اية صوت عواصف و برق و رعد وبعدين ناس بتغنى بتقول جيل العصاة يحب المنكرات و يكرة الحسنات ..انا سمعت كدة و قولت اية دة قولت لما نشوف الباقى و بعدين حصل المتوقع وراح راجل بيزعق جدا و عملين صدى صوت ميخلكش تسمع حاجة و عمال بقى انت ايوة انت حتروح من ربنا فين يا كافر يا عاصى لماذا لاتصلى وجهنم صنعت لامثالك من الملاعين و الكفرة(كل دية مقدمة الموضوع)وبعدين بعد كل الى قالة دة تلاقى واحد بيقولك احبتى فى اللة يا سلام دة و هو بيزعق بردة المهم انا مش سامع حاجة السمعات و حشة و الراجل بيزعق و انا بتعصب من الناس دية الى بتبقى فاكرة نفسها كدة مقنعة كان الموضوع اييييية (افة العصر انها افة التليفون)ايوة زى ما سمعتوا كدة خلاص ميعرفش مثلا ان التليفوم ممكن الناس تستخدمة استخدام سليم و استخدام خاطىء خلاص ساب النت و الدش و الولاد المايصة و البنات الى مش طايقة هدومها و المخدرات و بقى التليفون هو المشكلة ومحطش فى دماغة ان ممكن يكون فية ناس طبيعية بتستخدم التليفون استخدامة الطبيعى مش عارف ان المشكلة مش فى التليفون المشكلة فى الى بيتكلم فى التليفون ما علينا فكتنى انا من الكلام دة و فضلت باصص من الشباك اتفرج على البحر المهم السواق دة اصلا تحس انة زهقان من نفسة و مش طايقها اصلا طب يا عكم الحج دة ربنا بيقولك تبسمك فى وجة اخيك صدقة و هو افش على كل الناس الى ركبة خصوصا لو لقى ست الى عايز اقولو ان الناس مش بالمظهر المهم المعاملة واهم حاجة مبقتش موجودة عند اغلب الناس الأداب العامة و مراعاة الغير....المهم نزلت وقولت انا اروح اكل و اريح شوية و بعدين انزل لصحابى...كلت شبعت تقلت نمت و لما صحيت اييية اكيد نزلت المهم بقى قولت اركب الترام و ركبت وقعدت لقيت بنتين اعدين و واحدة منهم ماسكة التليفون الصينى دة وقاعدة و مشغلة تامر حسنى لأ و مش كفاية كدة دية معلية على الأخر و انا قاعد عمال اقول هو يعنى اية الأحداث دة مينفعش يحطوا سماعة فى ودنهم ولا حتى لو مفيش يسمعوا على ادهم مش لازم يسمعوا الترام كلة و لسة مكملتش كلام مع نفسى لقيت عيال من بتوع اليومين دول الى بيلبسوا بنطلون ساقط لأ و اية البنطلون بترتر (اة و اللة بترتر)و تلاقى الواد من دول لابس بتاع 10 حظاظات فى ايدة لا و كمان ماشى معوج و فرحان بنفسة المهم حعملهم post مخصوص العالم دية طلعوا و وقفوا عند البنات وراح واحد منهم مطلع موبيلة ومشغل هو كمان اغانى (حاجة تفقع يا جدع)و انا فى النص بقى وسيل من الأغانى العجيبة بتمر على ودانى منهم ودة الى حاولت افتكرة اغنية واحد بيقول فيها جوجوجوجوجوجو و متفهمش دة عايز اية و يروح فى النص مصوت و العيال اية بقى فرحانين بنفسهم و خلاص هما كدة فى قمة الأنبساط و البنات قاعدين مبسوطين بيهم (الطيور على اشكالها تقع)وفجأة راح واحد من العيال دول مطلع قلم و كاتب بالكبير (توتى حلم بنات مصر ونمرة كدة بعديها)و البنت راحت كاتبة النمرة كل دة وانا قاعد اتفرج و عمال اقول علية العوض و منو العوض و جت المحطة بتعتى ونزلت وانا عمال افكر هو اية الهيافة الى الناس بقت فيها دية مفيش احترام للناس التانية ولا يعنى هو دة مفهوم النضافة لما يبقى معاك موبيل تصدع بية الناس و ياريتة مشغل حاجة عدلة المهم ان الواحد حتى الشارع مش عارف يمشى فيى دى حاجة تفقع.............

الخميس، 6 نوفمبر 2008

اصفرx اخضر او اخضرx اصفر




بقالى كتير بفكر لية كل حاجة بنعملها منحاولش نخليها معتدلة ...لية لازم نبقى تابعين احد لية مينفعش يبقى عندنا دماغنا
احنا و تفكيرنا احنا لية كل واحد ميبقاش عندة شخصيتة هو ...يعنى مثلا الواحد يمشى فى الشارع اليومين دول احس ان البنات كلها شبة بعض مقسومين نصين نص لابس اصفر فى اخضر و النص التانى لابس زهرى فى بنفسجى و الواحد يبقى خارج كدة من باب العمارة الاقى 5 ولا 6 بنات ماشين مع بعض و كلهملبسين زى بعض الجيبة الجينز الضيقة و الجزمة الكوتشى(فاكرين الجزمة الكوتشى بتاعة زمان الة هيا اصلا اسها كدة و بقت تطلق على اى حذاء رياضى)المهم وبعدين لبسين 5 او 6 حاجات من فوق متفهمش ازاى بيعملوا كدة فى نفسهم بيجيلى احساس ان الفريق القومى للبرازيل ماشى و عندة ماتش فى الشارع عندنا ....المهم يادوب اطلع على اول الشارع الاقى بردة حبة بنات لابسين نفس اللبس اللهم واحدة مثلا لابسة ايشارب مش اخضر...والواحد يبقى قاعد مستغرب امال كانوا بيلبسو اية قبل كدة...وانتو عارفين حجاب اليومين دول عامل ازاى دة الواحد لما بيدخل القميص جوة البنطلون بيبقى مكسوف مش عارف ازاى هما بيعملو كدة ...سامع واحد بيقول وانتا ماللك انت ميلبسوا زى ما هما عايزين ...وانا بقوللك ماشى يا سيدى دية البلوج بتاعتى وانا حر فى رأى وبعدن انا الى بعترض علية يا اما الواحد يعمل الحاجة صح يا بلاش (يتبقى صايع و تقول انا صايع يتمشى عدل انما شغل ال ال ال....مش لقيلة اسم ) نرجع لموضعنا هو الواحد برضة مش بيبقى عايز يحس انة مميز كدة انما الواحد و هو ماشى و لاقى 4 او 5 لبسين نفس القميص بيضايق ويمكن ميلبسوش تانى اش حال بقى البلد كلها لابسة نفس اللبس خلاص مفيش دماغ يعنى الى بيحصل فى اللبس بيحصل فى كل حاجة ...تقريبا و اللة اعلم هما فاكرين ان الى حيلبس اصفر فى اخضر حيبقى مثال للشابة العصرية بالزمة دية دماغ ....وكمان النضارة العجيبة الكبيرة الى زى بتوع الناس بتوع اللحام كلة لبسها اة امال اية علشان الطقم يكمل وقيس بقى الدماغ الى وصلتهم انهم يعملوا كدة قيسة بقى على كل حاجة ....سيبك من البنات يا عم اصل الحكاية دية متأصلة فينا كمصريين ...تلاقى واحد عمل اغنية و فيها كلاكس عربية دة و عجبت الناس على اساس ان كلاكسات بتعجب الناس دلوقتى للاسف(راجع اغانى بعرور) لو فرضنا ان دية اغنية اصلا تلاقى كل العالم حطة كلاكسات فى الأغانى مش مهم هى حلوة ولا اصلا هي اية لزمتها فى الأغنية بس علشان كان فية اغنية فيها كدة يبقى نعملالى علينا ونحط كلاكسات واكيد حتنجح...احنا بتوع ال
copy &paste
فى كل حاجة ودايما كل واحد شايف انة مش عجيب وانة غير كل الناس ودة بقى الى تاعبنى اقول هو انا الى عجيب ومش فاهم ولا الناس بقت مع الهوجة والموجة ساعت بقل ياةةةة انا كان نفسى اعيش فى العشرينات ....كانت الناس وقتها بالها رايق وكانت الناس كدة فى حالها وتلاقى كدة الباشا قاعد فى البيت و لابس الروب وكل خميس حفلة والناس البسيطة زمان كانت نضيفة كدة والحارة زمان شكلها حلو و الناس عرفين بعض والميكانيكى مظفلت شعرة فازلين و شكلة اجر الاجة وتلاقى كلامة محترم اجدع من رجال الأعمال بتوع دلوقتى .....حتى العيال الى رايحة الكلية لابسين بدل كدة والواد شكلة افندى وكرافتة واية يعنى مش العالم بتوع الشبشب ابو صباع........فى حاجات كتير غيظانى يعنى حاجة منهم لية ميبقاش فية الهوية العربية لية دايما احنا فة موقف التابع الضعيف مينفعش الواحد يبقى ظالم مرة بلاش ظالم بس ميبقاش تابع ضعيف عل الأقل ......سبو دة بقى لمرة تانية
ملحوظة:نفسى الاقى المصنع الى بيطلع البنات دية واقفلة و افجرة يمكن الناس تلبس الوان عدلة و هدوم عدلة و الواحد يشوف كذا بنت مش هى بنت و معمولها copy

الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

أوباما والذيل اليهودي بقلم د. أحمد خالد توفيق

منذ بضعة أسابيع قلت إن فوز ماكين بالانتخابات شبه مؤكد، واستندت في هذا إلي رأي مفكرين كبار قالوا إن أمريكا ليست مهيأة بعد لرئيس أسود أو رئيس امرأة، وإنه في ساعة الجد سوف يتم انتخاب الأبيض الانجلوساكسوني البروتسنتانتيWASP.. أي «ماكين» باختصار شديد. طبعًا كان هذا قبل الأزمة الاقتصادية وسارة بالين وعوامل أخري كثيرة جعلت فرصة أوباما شبه مؤكدة في الفوز، ما لم تحدث معجزة أو يتورط أوباما في فضيحة جنسية خلال هذه الفترة القصيرة. الخلاصة أن الاعتراف بالحق فضيلة بلا شك..
غير أن أوباما نفسه مقلق .. ها هي ذي الانتخابات لم تبدأ بعد والرجل يبذل الوعد تلو الوعد لإسرائيل في سخاء، حتي وصفه روبرت فيسك ساخرًا بأنه «يبدو كأنه يرشح نفسه للكنيست الإسرائيلي لا رئاسة الولايات المتحدة»». ربما أكون مخطئًا كالعادة، لكن هل فيسك يتكلم بما لا يعلم؟كبرهان علي هذا الكلام، ظهر مؤخرًا إعلان لحملة أوباما منشورًا في موقع أمازون ضمن إعلانات مدفوعة عن كتاب «اللوبي الإسرائيلي». اضطر أوباما لرفع هذا الإعلان بعد ما كتب عنه محرر نيويورك صان. أكد أوباما أن الإعلان ظهر هناك بطريق الخطأ .. لم يقرأ الكتاب لكن ما سمعه عنه يجعله لا يتفق مع مؤلفيه. مذعورًا أكد أن له وجهة نظر مختلفة عن الكتاب وأنه يؤمن بمساندة إسرائيل بلا حدود .. وهو يري أن ما يقال عن كون مساندة إسرائيل تسيء لسمعة أمريكا كلام فارغ.. هكذا يؤكد أوباما ما قاله فيسك من قبل..مع الانتخابات الأمريكية يكثر الكلام عن اللوبي اليهودي في أمريكا. لفظة لوبي في حد ذاتها مشتقة من رواق Lobby البرلمان البريطاني الذي كان الأعضاء يجتمعون فيه قبل المجادلات البرلمانية. وحجم هذا اللوبي اليهودي يتراوح بين كونه يدير مصائر العالم من خلف الستار في ضوء الشمعدانات السباعية، وبين كونه غير موجود علي الإطلاق كما يري البعض. هل إسرائيل تحرك الولايات المتحدة بيد قادرة اسمها اللوبي اليهودي ؟ أم أن إسرائيل هي نفسها يد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، تنفذ سياستها بكفاءة وقدرة كما يري «هيكل»؟الانتخابات الأمريكية تعيد هذا السؤال للأذهان، وقد تذكرتْ قناة الجزيرة ذلك الكتاب المهم «اللوبي الاسرائيلي» الذي كتبه ميرشايمر ووالت عن اللوبي الاسرائيلي، وصدر عام 2007 كتطوير لورقة بحثية صدرت عام 2002. الأول أستاذ علوم سياسية في شيكاغو، ومعارض عنيف لحرب العراق و له مقالان مهمان عنها هما «الحرب غير الضرورية» و«إبقاء صدام في الصندوق»، وكرر في كل مناسبة أن الحرب علي العراق هدفها الأوحد جعل إسرائيل أكثر أمنًا. الثاني أستاذ علاقات دولية في هارفارد. من حين لآخر يجرؤ مثقف في العالم الغربي علي أن يعلن أن الامبراطور عار تمامًا .. طبعًا يتحدي بذلك تهمة معاداة السامية الجاهزة لتطير الأعناق وتقطع الأرزاق. وحتي اليهود الذين ينتقدون إسرائيل يصير اسمهم «اليهود الذين يكرهون أنفسهم». حتي استعمال مصطلح اللوبي الإسرائيلي نفسه يتهمك بمعاداة السامية.هذا الكتاب يقول باختصار إن مجموعة المصالح التي تشكل اللوبي الاسرائيلي تدفع الولايات المتحدة دفعًا إلي تشجيع الجرائم ضد الفلسطينيين ومعاداة سوريا وإيران وتجاهل الولايات المتحدة لمصالحها الجوهرية. هو لوبي مثل أي لوبي آخر يهدف لمصلحة أعضائه، لكنه يفعل ذلك بكفاءة عالية جدًا. وهذا اللوبي أقنع الشعب الأمريكي أن مصالح إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة هما نفس الشيء. إن منظمة «إيباك AIPAC» أو لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية تسيطر بقوة علي الكونجرس، مع 34 مؤسسة سياسية أو اقتصادية مما يمنح اللوبي قوة غير معتادة، مسلحًا بتهمة معاداة السامية، لكن هذا اللوبي لم يستطع غزو الساحات الأكاديمية علي كل حال، برغم أن اللوبي يراقب بعناية أبحاث وكلام أساتذة الجامعات. ويجب أن نتذكر أن جامعة هارفارد أصرت علي محو شعارها من أية نسخة من هذا البحث، كما أبرزت بوضوح أن الدراسة تعبر عن رأي كاتبيها ولا علاقة لها بها.ليس اللوبي مكونًا من اليهود فقط، بل يتضمن عددًا هائلاً من المبشرين الإنجيليين ومنهم بات روبرتسون ورالف ريد. هؤلاء يؤمنون بأن إسرائيل نبوءة إنجيلية لابد أن تتحقق، والعرب الأوغاد يمنعون تحقق هذه النبوءة. هناك كذلك شبكة من الإعلاميين اليهود في وسائل الإعلام. ومعظم رجال اللوبي يؤمنون بسياسات حزب الليكود ولهم دور بالغ الأهمية في تحريك الحرب علي العراق. بالتالي أمريكا تحارب وتعاني وتدفع من أجل إسرائيل حاسبة أن هذه مصلحتها. إسرائيل تلقت مساعدات قدرها 140 مليارًا منذ الحرب العالمية الثانية وهي أكثر طرف ينال مساعدات أمريكية في العالم، دعك من أنها الطرف الوحيد الذي ليس عليه أن يبرر أوجه إنفاق المعونة.. يعني هي حرة تمامًا. ومن أجل إسرائيل استعملت الولايات المتحدة حق الفيتو 32 مرة منذ عام 1982 حتي اليوم.هذه العلاقة أفسدت تمامًا علاقات أمريكا مع العالم العربي «هذا صحيح لكن علي مستوي الشعوب طبعًا» برغم أن إسرائيل عبء حقيقي علي أمريكا.. طفل مزعج قد تضطر أمريكا إلي تركه في البيت حتي لا يحرجها كما حدث في حرب الخليج الثانية.هذا ما قاله الأستاذان الأمريكيان.. بذكاء تجنبا استعمال لفظة «لوبي يهودي» وفضلا استعمال «لوبي إسرائيلي» حتي تنتقل الإيحاءات إلي السياسة لا الدين، وهما يذكران الحقيقة المعروفة: أمريكا ليست حليفة إسرائيل ضد الإرهاب، بل هي تواجه الإرهاب لأنها حليفة إسرائيل!. سجل إسرائيل في الإبادة العرقية ليس أكثر نصاعة من أعدائها.. وشامير الإرهابي الذي اغتال «فولك برنادوت» وسيط الأمم المتحدة للسلام، صار رئيس وزراء إسرائيل وقال بوضوح تام: اليهودية لا ترفض الإرهاب كسبيل للصراع.هناك من امتدح الكتاب باعتباره دعوة للصحوة أو «مكالمة إيقاظ»، وأقر ساسة كثيرون منهم برجينسكي بصحة هذا الكلام . قال أحدهم : «لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط ما لم تنظر أمريكا بصراحة لحقيقتها المذكورة في هذا الكتاب المحزن». وقال أحدهم: «البحث يتضمن الكثير مما هو حقيقي والقليل مما هو جديد..». عامة دعا مشجعو الكتاب إلي نبذ تهمة معاداة السامية الجاهزة .. لا مشكلة في انتقاد إسرائيل إذا كان المنتقد لا يسلب إسرائيل حقها في الوجود. يقول آخر: «الحملة المسعورة علي الكتاب دليل آخر علي أن كلامه صحيح..»يقول جوزيف مسعد أستاذ السياسة العربية في جامعة كولومبيا: هل اللوبي الإسرائيلي قوي فعلاً؟.. لقد واجهت قوتهم المروعة ومحاولاتهم لطردي من الجامعة، لذا أجيب: نعم.. لكن هل اللوبي يتحكم في سياسة أمريكا نحو الفلسطينيين؟.. أقول لا.. أمريكا سياستها استعمارية أصلاً .. وهي لا تساند من حركات التحرر إلا ما يناسب سياستها..أما من هاجموا الكتاب فقالوا إنه مجرد تنويع علي نظريات المؤامرة البلهاء المعتادة.. إن فرضية أن الذيل اليهودي يحرك الكلب الأمريكي تبسيط لا تتحمله الأمور. أحدهم قال: هذا يفترض أنه لو تخلت أمريكا عن سياستها المساندة لإسرائيل لأعلن بن لادن التوبة، وعاد ليعمل في المقاولات مع أسرته!. من الغريب أن من ضمن معارضي الدراسة «ناعوم تشومسكي» نفسه الذي رأي أن البحث انتقائي جدًا. قالوا كذلك إن الكتاب ابتزاز أخلاقي وإن البترول وليس اسرائيل هو ما يحرك سياسة أمريكا في المنطقة. هذه نقطة رد عليها المؤلفان بسهولة: لو كان هذا هو الحال لساندت أمريكا الفلسطينيين ولكانت صديقة إيران الحميمة.هناك بالطبع لوبي عربي في أمريكا.. تصور هذا!.. البداية هي الرابطة القومية للعرب الأمريكيين NAAA التي تكونت عام 1972، ثم ظهرت جمعيات أخري كنتيجة للكراهية المتزايدة ضد العرب مع حرب 1973 وحظر البترول. قال جيمس زغبي إن اللوبي العربي يعاني مشاكل في التنسيق والانتخاب .. بالأحري هو غير موجود تقريبًا.الانتخابات الأمريكية علي الأبواب، وسوف نري ونسمع .. لكن سياسة أمريكا ثابتة تجاهنا ولن تتغير ما لم نتغير نحن، سواء هز الكلب الذيل أم هز الذيل الكلب.

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

الصينيون ليسوا قادمين

عم شحاتة سائس السيارات رجل مكافح .. يبدأ يومه بالعناية بسيارات البهوات الواقفة في الخرابة وتنظيفها واقفًا مشمر الساقين ممسكًا بالدلو والفوطة في صقيع الصباح، ثم يرحل آخر البهوات فيصير الصباح كله له كي يعمل في بناية قريبة تحت الإنشاء، فيقوم بحمل الطوب إلى الطابق الرابع. أحيانًا يتسلى بتنجيد بعض قطع الأثاث القديمة لزوم جهاز البنت، وأحيانًا يعمل كبواب يلبي حاجات ربات البيوت العجائز اللاتي يخاطبنه من الشرفات. دعك من أنه في قريته يربي بعض المواشي لأحدهم . يقيم عم شحاتة في عشة صنعها لنفسه من بقايا الورق المقوى والمشمع وأية قطعة خشب وجدها، وبداخلها تجد فراشًا صغيرًا وجهاز مذياع يخص ماركوني شخصيًا، وهناك ثلاثة قوالب طوب اتخذها موقدًا يضع عليه عدة الشاي .. نسيت أن أقول إنه يبيع الشاي أحيانًا لكل الحرفيين والمتاجر المحيطة بالخرابة التي تقف فيها سياراته. في كل يوم عند العصر يصل (وانج- هاو) مندوب المبيعات الصيني حاملاً حقيبته الثقيلة التي ينوء بها كتفاه. ابتسامة قاسية على وجهه المجعد المرهق، ثم يرتمي ليجلس على كومة من قوالب الطوب، وقد اندهشت للغاية لتلك الصداقة التي تجمع بين رجلين لا يتكلمان أية لغة مشتركة .. لا عربية ولا إنجليزية ولا صينية، وبرغم هذا هما صديقان حميمان والتفاهم بينهما ممتاز.. يجلس (وانج –هاو) بانتظار عم شحاتة كي يعد له كوب الشاي الساخن المجاني غالبًا، فيرشف منه في انتشاء .. يبدو أنه لم يبع شيئًا بعد يوم كامل من المشي في شوارع طنطا المزدحمة الوعرة.. أين يقيم ؟.. ما الجهة التي يعمل معها ؟... هو لا يجيب وعم شحاتة لا يعرف. برغم هذا فالرجلان صديقان حميمان. تشعر عندما تراهما من بعيد أنهما يتبادلان حديثًا مهمًا ثم تقترب فتدرك أنهما صامتان يتبادلان الأفكار. عندما تأملت في الأمر بدا لي غريبًا جدًا .. هذا الرجل الصيني جاء من الجهة الأخرى من العالم ليعمل مندوب مبيعات في مدينة صغيرة في مصر، ويجلس في خرابة ليشرب الشاي من كنكة سوداء متسخة أعده له سائس سيارات .. ما هذا المصير؟... وما الذي قاده له ؟... أما عن العلاقة الحميمة بينه وعم شحاتة فسببها مفهوم.. إن بين الرجلين لغة واحدة بليغة هي لغة الشقاء.. يفهمان بعضهما بلا كلمات .. كان من المفترض أن أشعر بالإعجاب والانبهار بهذا النشاط .. خلية النحل الصينية التي لا تكف عن العمل.. إن الصينيين في كل مكان من مصر اليوم. لم يعد الأمر يقتصر على تصدير المنتجات بل إن العمالة الصينية تملأ مصر، ولا أعرف المسئول عن هذا في بلد يعاني شبابه البطالة أصلاً. بل إن هناك إشاعات عن عرسان صينيين جاءوا ليقضوا على أزمة الزواج عندنا !.. وإن هناك نحو 50 صينيًا تزوجوا مصريات خلال عام 2006. لو صح هذا لكان الجنون بعينه .. يتقدم الشاب المصري لفتاة فتطلب كذا وكذا وكذا (لأنها مش أقل من عزة بنت خالتها) ثم يتحدثن عن مشكلة العنوسة ويتزوجن وانج – هاو ! هناك غزو من آلاف الصينيات على عزبة أم بدوي شمالي شبرا الخيمة .. خمسة آلاف فتاة صينية تفد على قرية أم بدوي يوميًا، حتى أن أهالي القرية صاروا يجيدون الصينية تقريبًا .. هناك زحف صيني على الشقق الرخيصة في امبابة والمنيب . البائعة الصينية تدق الباب وتغض بصرها قائلة: "السلام عليكم ورحمة الله" ثم تطلب مقابلة ربة البيت وترفض الدخول من دون وجودها .. كلنا يعرف أن الاقتصاد الصيني ينمو بسرعة غير مسبوقة .. في إحدى قصص مايكل كرايتون يقول المهندس الأمريكي: "ضيقو الأعين قادمون .. كانوا اليابانيين ثم صاروا الصينيين .. كلهم ضيقو الأعين لا يأخذون إجازة يوم الأحد ولا يهتمون بكرة القدم !". مجلة الايكونوميست قالت إن الصين التي يبلغ سكانها ربع سكان العالم ستصل الى الدولة الأولى في النمو الاقتصادي عام 2020 وسيبلغ حجم ناتجها المحلي 29.6 تريليون دولار، وهي اليوم تشغل الموقع الثالث بعد اليابان. الصين تنتج ثلثي إنتاج العالم من ماكينات تصوير المستندات وأفران الميكروويف والدي في دي والأحذية ونصف إنتاج العالم من الملابس وآلات التصوير وخمسي إنتاج العالم من الكمبيوتر المحمول. إن الصين قد فاقت الولايات المتحدة في تصدير معظم سلع التكنولوجيا حول العالم عام 2004. لهذا كانت هناك حرب اقتصادية واضحة من الولايات المتحدة ضد هذا العملاق المصر على أن ينمو أكثر .. صحيح أنه ما زال بعيدًا جدًا عن الاقتصاد الأمريكي، لكن لابد من توجيه ضربات له .. بل إن العديد من المراقبين السياسيين ينظرون إلى الضربة العسكرية على أنها (خيار أخير) لمنع قيام قوة عظمى صينية في العالم، وهم يراهنون على (الشرك التايواني) الذي قد يؤدي بالصين لضرب تايوان من ثم تضربها الولايات المتحدة وتستريح. هكذا راحت الضربات الاقتصادية تتوالى: موضوع المنتجات الصينية التي تشكل خطورة على الأطفال.. هذه الفضيحة التي أدت لسحب 19 مليون لعبة من الأسواق مؤخراً فيما يعرف بالاسترجاع Recall، لأنها مطلية بمادة سامة تحتوي الرصاص. تذكر أن الصين تورد 80 بالمائة من لعب الأطفال في العالم اليوم.. ثم جاءت قصة معجون الأسنان الملوث والدهانات السامة والمأكولات البحرية التي أضيفت لها مضادات حيوية. وكانت المنتجات الصينية في عام 2006 تمثل نصف المنتجات المعيبة التي كشف عنها نظام حماية المستهلكين الأوروبي نتيجة لهذا أعدمت بكين رئيس هيئة متابعة سلامة الاغذية والعقاقير للتقصير في عمله. يجب أن يحمد المسئولون هنا الله على أنهم ليسوا في الصين. تصر الصين على توجيه ضربات مضادة من مبدأ المعاملة بالمثل:"الصين ستقوم هي الأخرى بفرض معايير أكثر صرامة بشأن الواردات الغذائية من الولايات المتحدة ." لقد أعادت إرسال شحنة من المشروبات قادمة من الولايات المتحدة بعد ان أظهرت اختبارات أجريت في شنجهاي وجود نسبة كبيرة بها من الصبغة الحمراء . قررت سلطات الحجر الصحي في بكين حظر استيراد اللحوم من سبع شركات أمريكية كبرى ، مشيرة إلى أن نتائج الفحوص المعملية على عينات من تلك اللحوم أظهرت أنها " ملوثة " ، مما يشكل خطراً على صحة المستهلكين. في يوليو 2007 أعلنت سلطات مراقبة الجودة الصينية أنها وجدت بودرة بروتين مستوردة من شركة أمريكية تحتوي على كميات زائدة بشكل كبير من عنصر السيلينيوم . برغم هذا – والكلام للايكونوميست - ازدادت الفجوة بين الأغنياء والفقراء. لقد بلغ عدد بليونيرات الصين 106 بليونير، ويمكن القول ان النمو الاقتصادي لم يحدث فارقًا في حياة الناس، فما زالت الصين تشغل المركز 100 في معدل نصيب الفرد من اجمالي الناتج والمركز 81 على صعيد التنمية البشرية وهي بالتالي دولة نامية على هذا الصعيد. حجم الاقتصاد الصيني ما زال أقل بكثير من نصف حجم الاقتصاد الياباني (نحو 9 تريليون دولار)، ناهيك عن الاقتصاد الامريكي الذي يزيد على 50 تريليون دولار. الاستنتاج الرئيسي هو ان الصين دولة متقدمة جدا في مؤشرات النمو الاقتصادي، لكنها دولة نامية في مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. مشكلة الصين هي أن سياسييها يخلطون بين النمو والتنمية، وهذا متوقع في دولة دكتاتورية .. أنا لا أفهم الاقتصاد جيدًا، لكنني أفهم منظر (وانج هاو) البائس الجالس يشرب الشاي من يد عم شحاتة.. أقسم بالله أن هذا رجل لا ينتمي لقوة اقتصادية كاسحة، وبهدلة الأرامل التي تعيشها الزهرات الصينية لا تمت بصلة لرفاهية الفرد .. إن وانج هاو صورة أخرى لعم شحاتة. كلاهما غلبان يجري على أكل عيشه في ظروف أقوى منه .. ولهذا لا أرى الصينيين قادمين على المدى البعيد. هامش أخير: ما هذا الذي يحدث في غزة بالضبط ؟.. ولماذا تضج الإنترنت والشوارع بهذه الثورة على رسام كاريكاتور دانمركي قليل الأدب والموهبة بينما شعب عربي أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يُباد حرفيًا فلا يبالي أحد؟.. اعتقادي وأرجو أن يكون خائبًا أن العالم قرر أن الوقت قد حان لإبادة الفلسطينيين باعتبارهم خارج معادلة الشرق الأوسط الجديد ولا مكان لهم في هذا الكون. قرر العالم كله أن الفلسطينيين هم نوع آخر من الهنود الحمر وبدائيي أستراليا، ولهذا يتسلى ويقزقز اللب بينما تتناثر جثث الأطفال على الشاشة وتهددهم إسرائيل بالمحرقة فلا يهتم أحد.. كلكم منافقون أولاد كلب .. أكلة لحوم بشر بثياب السهرة .. جتكم البلا ..

الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

ثقافة القسوة د. أحمد خالد توفيق

فعلاً لابد أن تشعر بشيء من الخجل والذنب وأنت تكتب هذا المقال، لأنك تعرف أن الناس لديها ما يكفي من المشاكل، وأنهم قد يضمونك إلي ذلك الذي يحتج علي وقف استيراد الكافيار وذلك الذي لا يجد - ياي - نوعًا جيدًا من الفواجراه، لكن الأمر محزن فعلاً ويتلخص في أننا - المصريين - من أقسي شعوب الأرض علي الحيوانات.
أذكر وأنا تلميذ في المدرسة الابتدائية أنني كنت عائدًا لداري، فرأيت مجموعة صبية يتقدمون نحو حمار يأكل مربوطًا لعربة «كارو». تأكدوا من أن صاحب العربة ليس قريبًا ثم .. لم أصدق ما رأيت حتي أنني ظللت واقفًا كتمثال أبله لخمس دقائق. .. لقد غرس أحدهم بكل قوته عصا مدببة في عين الحمار حتي فقأها! وانفجروا يضحكون وركضوا فارين. .. يا ليتك رأيت وسمعت ما فعله هذا الحيوان الأعجم وهو يكافح الألم. ولا تسأل عما رآه صاحبه عندما عاد، لأنني كنت قد فررت بدوري متوقعًا أن يمزق الرجل أول صبي يجده في المكان.بلاش دي.. خذ ذلك العامل في المستشفي وهو يحكي لي عيناه تلمعان كيف وضع كلبًا صغيرًا في كيس وربطه وأغرقه في الترعة في قريتهم! يتكلم بفخر كأنه قضي علي الجوع والفقر والمرض بضربة لازب .. تمنيت لو أن كلبًا عملاقًا بحجم كينج كونج يمسك بهذا العامل وعياله ليغرقهم في الترعة ليروا كم أن هذا مضحك.. وهل رأيت في قناة الجزيرة تاجر الفراخ الذي يسكب الكيروسين علي الكتاكيت الحية ثم يشعل فيها النار ويراقبها في استمتاع وهي تحترق؟. هل رأيت علي الإنترنت الحمار الذي ثقلت حمولة العربة به فسقطت للخلف وظل هو معلقًا في الهواء ينتظر الفرج؟.. في حديقة الحيوان رأيت أطفالاً يحملون قطة صغيرة تموء مصرين علي رميها للبجع علي سبيل التلذذ بالمشهد الدامي، ولولا الحارس الذي احتفظ بآدميته وصاح فيهم: » حرام عليكو.. دي مش روح؟» لفعلوا ذلك.. دعك من الهواية الجديدة التي يمارسها الأطفال وهي قطع أطراف الكلاب والقطط بالشاطور، وهم بالطبع ورثوا هذه القسوة عن آبائهم!قسوة لا يمكن وصفها فإذا فتحت فمك انفجروا يضحكون في استخفاف. كلما طالبت بالرحمة بالحيوان قالوا لك : «ارحموا البشر أولاً»، وكأنك تطالب بتعذيب البشر كبديل رخيص. أو قالوا لك: «الناس غلبانة».. نعم .. لكن ما علاقة الغلب بفقء عيون الحمير وهي تأكل؟.. لو كان هذا يقضي علي الفقر فلسوف أفقأ عيون كل الحمير في القري المحيطة بمدينتي. إنما منطقهم هو : «نحن نتعذب .. فليتعذبوا كذلك مثلنا!»«أمينة أباظة» .. هل تعرف هذا الاسم؟.. إنها سيدة باسلة كرَّست حياتها للدفاع عن حقوق الحيوان، متحملة العبارة الدائمة التي تقابلها في كل مكان «مش لما نلاقي حد يدافع عن حقوق الإنسان الأول؟». كلام سليم وصادق، لكن الحقيقة القاسية هي أن من لا يرحم الحيوان لا يرحم الإنسان كذلك، وأن القسوة لا تتجزأ .. خلاصة الأمر هو داء اسمه «القسوة علي من لا يستطيع أن يؤذيك» سواء أكان قطًا أم امرأة عجوزاً تتسول. ..ثم من قال إنه لا وقت لدينا للرف- قامتوان لأننا مشغولون بما هو أهم؟. الواقع يقول إننا نقسو علي الاثنين معًا..«أمينة أباظة» - التي لم ألقها قط - قامت بإنشاء ملجأ للحيوانات المعاقة اسمه «SPARE» اختصار موفق لاسم جمعية الحفاظ علي حقوق الحيوان في مصر وله سمعة دولية حسنة فعلاً. الانطباع الأول الذي يتركه الموضوع هو أنه نشاط من أنشطة سيدات المعادي شبيه بأندية الروتاري والجمعيات النسائية إياها حيث تلتقي ناظلي هانم مع فريدة هانم للمطالبة بزرع أشجار البتونيا، لكنك لو دخلت الموقع لرأيت هذه السيدة الراقية تحتضن حيوانات متسخة سيئة التغذية يسيل الدم من قروحها.. حيوانات لا يجرؤ كاتب هذا المقال علي لمسها. هناك في الموقع قصص قاسية حتي بالنسبة لنا مثل ذلك الجزار السادي الذي قطع ذيل كلب بالشاطور! وجدته سيدة أجنبية اسمها «ماري كاستيللي» والأطفال يضربونه بالعصي كالعادة - فكر في الفضيحة العالمية - من ثم أخذته لملجأ الحيوانات. كلب آخر رقبته مقطوعة تقريبًا لأن السلسلة ظلت علي عنقه عامًا .. هناك حمار يجر عربة ثقيلة لمدة عام مع أن رجله مكسورة، فاشترته السيدة فورًا، وقد رأي الطبيب البيطري أنه لابد من إعدامه الرحيم euthanasia، لكن الحمار تحسَّن واستعاد صحته قبل موعد الإعدام! .. كما أنها في عام 2005 جربت طريقة فريدة رحيمة للحد من أخطار كلاب الشارع في مدينتي الأقصر والغردقة بلا تسميم بالسيانيد ولا طلقات رصاص تقعد الكلاب ولا تقتلها، ولم تكلف الدولة مليمًا لأن فريقًا من الخارج تطوع للقيام بهذا.صارت «أمينة أباظة» سفيرة مصر لحماية حقوق الحيوان، ومن اختارها هي الهيئة الدولية ليوم الحيوان العالمي. قبل هذا كرَّمتها جمعيات ألمانية وأسترالية. وتقول في حديث نشرته جريدة «المصري اليوم»: «إن هذا عمل جريء لأن المطالبة بتطبيق حقوق الحيوان التي تعد في الأصل حقوقاً سماوية ينظر إليها في الثقافة المصرية علي أنها «هيافة»». طبعًا اصطدمت مع الدولة مرارًا خاصة وزارتي الزراعة والداخلية، وبدت بالنسبة للحكومة جاسوساً مصَّراً علي فضحنا أمام العالم، ناسين أن السياح يكتبون عنا كلامًا «زي الطين» عندما يرون معاملة الحيوان عندنا.. ذات مرة شكت في قسم الشرطة حوذيًا يسيء معاملة حماره، فاتهمها الضابط بالجنون علي حد قولها وقال : «حمارُه وهو حر فيه» .. ولم ينسوا لها أنها السبب في أن استراليا امتنعت عن تصدير الماشية الحية لنا، بعد ما عرض هناك فيلم فيديو يصور ما يحدث للحيوانات في مجازرنا وهي تساق للذبح! اكتشفت كذلك الكثير من القسوة في حدائق الحيوان، ومنها أن الحمير التي سيتم تقديمها طعامًا للأسود تحرم من الطعام خمسة أيام أو أكثر من منطق «مش حتموت؟.. يبقي خسارة الأكل فيها». تصور أن تجيع حيوانًا لا حول له ولا قوة علي سبيل الاستخسار، وأنت عندك حديث شريف واضح يقول: «دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض». رواه البخاري «3140» ومسلم « 2242 ». كلنا نحفظ هذا الحديث منذ نعومة أظفارنا، لكن لماذا نتكلم عن الدين طيلة الوقت ثم نتوقف عندما تأتي سيرة الحيوان؟.. هل هذا الحديث صحيح أم لا؟.. لو كان صحيحًا - وهو كذلك - فنحن نخالفه علي طول الخط. وماذا عن «في كل كبد رطبة أجر»؟. لماذا لم أسمع في حياتي خطيب مسجد يدعو للرفق بالحيوان، مع علمي أنه ما من رسالة سلوكية يمكن أن تصل في مصر إلا لو ارتدت عباءة دينية. يعني لن تنشر أي ثقافة مرورية أو حضارية أو صحية ما لم تستخدم الدين، وهو شيء فهمه نابليون بونابرت ببراعة، فماذا عن نشر رسالة صحيحة يدعونا لها الدين فعلاً؟فطنت «أمينة أباظة» إلي أن الحل يبدأ من المدرسة ومن التليفزيون، وهذا ما تحاول جاهدة أن تفعله لكنها تصطدم بصخور البيروقراطية وصخور «دي ناس فاضية» الشهيرة.. سيدة عظيمة هي تعطي لمصر واجهة مشرقة حضارية بدلاً من صورة البلد الذي تحترق فيه المسارح وتزور الانتخابات ويخطف السياح. وإلي أن تقرر سيدة شجاعة أخري أن تنشئ «جمعية الرفق بالإنسان» فعلينا أن نؤيد هذه الجمعية وأن نبدأ بأنفسنا.

الأربعاء، 27 أغسطس 2008

أهي عيشة د. أحمد خالد توفيق

المستر «هاريس» يعيش في بيت ساحر في ضواحي «واشنطن». هناك حديقة وأرجوحة ومرآب وصندوق بريد كالذي تراه في القصص المصورة. لكنه لا يشعر بالسعادة تمامًا .. إن ابنته «إميلي» قد بدأت تتغير ومن ثم هو يعتقد أنها تتعاطي المخدرات.. لا يوجد دليل لكنه شعور داخليGut feeling كما يقول لزوجته باتريشيا. باتريشيا تعرف المخدرات جيدًا لأنها من الهيبي القدامي أيام حرب فيتنام وقد قابلها لأول مرة في احتفالات وودستوك الشهيرة، حيث مارسا الحب تحت الأمطار وهما يصغيان لأغنية «حرية» التي تخرج من أحبال «ريتشي هافنز» الصوتية المتحشرجة.. باتريشيا تقول إن إميلي لا تتعاطي وهو لا يصدق..
يدير محرك سيارته وينطلق في الشوارع الهادئة .. يجب أن يفكر جديًا في شراء دراجة كي يذيب هذه الدهون حول خصره وكي يقلل من تلوث البيئة..في الطريق رأي هؤلاء المتظاهرون ضد التسخين الحراري وقطع الأشجار، خَطَرَ له أن عليه أن يشارك في هذه المظاهرات ولو مرة؛ الحكومة الأمريكية الحالية لا تروق له ولا تقوم بعملها لحماية الكوكب، يكفي الجمهوريون ما نالوه وما جربوه علي مدي فترتي رئاسة.. لا يجب أن ننتظر أكثر ..بعد يوم شاق من العمل قاد سيارته إلي عيادة د. «مورجان».. لن يخبر أحداً بهذه الزيارة..د. «مورجان» فحصه جيدًا وتفحص تقارير الأشعة ودلائل الأورام ثم جس البروستاتا من الشرج.. قال له بطريقة الجراحين الأمريكيين الباردة وهو ينزع القفاز:ـ«سرطان بروستاتا متقدم، لكننا لم نضيع الفرصة بعد .. سوف نجرب العلاج بالهرمونات».قال مستر «هاريس» وهو يغطي عينيه:ـ«ما هي فرصتي في النجاة ؟»ببرود قال د.«مورجان»:ـ«ضعيفة .. لكننا لن نضيعها ..»غادر هاريس العيادة شاعرًا بأسف عميق.. كلما فكر في رحلة التقاعد إلي هاواي وإلي الشرق أحس بغصة.. لقد تمني طيلة حياته أن يتسلق الهرم وأن يدخل معبدًا بوذيًا تنتشر في أرجائه رائحة البخور. تمني أن يذهب إلي هاواي ليلبس قميصًا مشجراً وتلف فتيات الهولا عقدًا من الورود حول عنقه.. هذا الحلم قد يقضي عليه سرطان بروستاتا اللعين.ونظرلنفسه:حديقة العامة حيث جلست أم شابة تداعب كلبها وتدس لقيمات في فمه، بينما طفلتها الشقراء الجميلة تزحف محاولة أن تقتنص بعض اليعاسيب التي تطير هنا وهناك..قال لنفسه : الحياة جميلة تستحق أن تُعاش .. سوف أقهر تلك الخلايا المجنونة.. . سوف أنتصر علي المرض، وأسافر إلي أطراف الأرض بحثًا عن دواء.في الوقت ذاته يصحو «محمد بيومي» من نومه..لا توجد مياه في الصنبور كما هي العادة، والواد تأخر في طابور الخبز .. المفترض أن يكون قد أحضر العيش والطعمية منذ نصف ساعة لكن لا وقت للإفطار الآن .. معجزة يومية هي أن يعود الولد حيًا وسط كل المشاجرات والضرب في طابور الخبز، لكن الولد لم يمت حتي الآن..«عواطف» تظهر من مكان ما .. كعهده بها شرسة متعكرة المزاج تعاني الحرمان الجنسي ولسان حالها يقول: قطيعة تقطعهم.. رجالة إيه دول؟تطلب منه فلوس الدروس للعيال والبلح.منه شراء أحذية جديدة للواد والبت.. تطلب منه شراء حاجات رمضان والبلح .. قلت إن لك صديقًا سيحضر نوعًا جيدًا من البلح ونمنا علي آذاننا بينما رمضان علي الأبواب.. سنمضي رمضان من غير بلح منك لله ياشيخ.. .يلبس ثيابه بسرعة وينزل.. علي مدخل البيت هناك فأر، بقر أحدهم أحشاءه فغطت الرصيف وهناك قطة ميتة متعفنة.. البكابورت طفح للمرة السادسة مع أنهم دفعوا لعمال البلدية. يجب أن تختبر رشاقتك البهلوانية في المشي فوق قوالب الطوب التي ألقاها أولاد الحلال هنا وهناك.. لو سقطت فوقعتك سوداء لأن هذا ليس ماء!يركب الميكروباص الذي ينهب الطرق نهبًا وسائقه الذي يحمل ندبة مطواة علي وجهه لا يكف عن الكلام عن «أم قانون المرور الجديد» الذي يتيح للحكومة أن تحلب من دمه 500 جنيه يوميًا. العرق والزحام .. ينظر خارج النافذة فيري سحابة سوداء تغطي المدينة والكل متجهم الوجه يبحث عن مشاجرة أو رأس يفتحها. السائق يتوقف بالميكرباص في منتصف المسافة مصرًا علي أن هذه نهاية الخط.. من أراد الوصول للهرم يدفع أجرة ثانية .. في مصلحة «المجاري العمومية» التي يعفيها يختلس نظرة للجريدة التي علي مكتب صديقه، فيجد أن العناوين كلها تتحدث عن حريق مجلس الشوري.. الدولة عاجزة عن حماية ثاني أهم مؤسسة فيها، وبرغم هذا كان يكفي أن تمر هناك وتتمهل حتي يبرز لك أكثر من رجل شرطة يوشك علي تفجير رأسك. ورياضيونا كلهم خابوا خيبة فقراء اليهود في الأولمبياد، وبرغم هذا تجد الأخبار عن الخلافات في الجبلاية والصراعات في ميت عقبة والعضو كذا يهدد بالاستقالة واللجوء للقضاء و.. وكأنهم يشرفون علي منتخب العالم .. جعجعة بلا طحن .. كادر للمدرسين وتبرئة مسئولي العبارة وهايدلينا، وأيمن نور يكتب من زنزانته التي يبدو أنها لن تفتح أبداً..في المساء يذهب إلي المشوار الذي يخشاه.. الموعد مع ذلك الطبيب الشهير الذي يرغمه علي إعادة التحاليل كلها في معمل زوجته، والأشعات كلها لدي صديقه .. ثمن الكشف 400 جنيه. يتفحص الطبيب الأشعات والتحاليل ثم يقول في تؤدة:ـ«تليف متقدم للكبد بسبب الفيروس سي .. بصراحة أنت بحاجة إلي زرع كبد.. . لم تعد العلاجات تصلح.. . لا يمكنك السفر للصين، لأنها أوقفت هذالنشاط.. . هناك باب خلفي هو التبرع للحزب الشيوعي الصيني لكن لا يبدو لي أنك قادر علي هذا».يسأل الطبيب في لهفة:ـ«كم تتكلف عملية الزرع هنا في مصر ؟»هل كان هذا الذي قاله الطبيب هو تكلفة العملية فعلاً ؟.. هل هو يمزح ؟..عندما غادر العيادة نظر إلي أكوام القمامة .. إلي جثث الفئران.. . إلي الدخان والزحام وسائقي الميكروباص بالفتيات ولجان المرور إلي الشباب العاطل الذي يتسلي بالتحرش بالفتيات .. إلي العشرين صحفيًا الذين يتظاهرون أمام نقابتهم وحولهم 40 سيارة بوكس وألف جندي أمن مركزي.. إلي لجان المرور وطوابير الخبز .. إلي المجاري الطافحة.. عندها فقط أدرك أن الموت رخيص ومريح ويعد بالكثير من الآمال.. من حق الغربي أن يصاب بالذعر من الموت وأن يكافح كي يبقي حيًا، لأن الموت يعني فقدان اللوفر ومتحف مدام توسو وديزني لاند والحدائق المفتوحة في جنوب أفريقيا.. أما هو فالموت يعني له الخلاص من البكابورت ومن انقطاع المياه ومن السحابة السوداء وبرنامج «صباح الخير يا مصر»..قال لنفسه وهو يتذكر حياته الموشكة علي الانتهاء:ـ«آهي عيشة.. رائع إنه سعيد الحظ إلي الحد الذي يجعل الموت يأتيه قبل أن يدفع مصاريف المدارس ولوازم رمضان والدروس الخصوصية .. سيكون هذا رائعًا .. وللمرة الأولي منذ استيقظ من النوم شعر بالسعادة وبدأ يضحك..

الأحد، 17 أغسطس 2008

شباب عاوز الحرق د/ أحمد خالد توفيق

ثمة إجماع في وسائل الإعلام والأعمدة الصحفية على أننا رزقنا – من دون الأمم – بألعن جيل من الشباب الرقيع المنحل الشهواني التافه.. (شباب عاوز الحرق) باختصار شديد.. نحن وكل جيلي سلبنا الشباب أحلامه، واحتللنا المناصب التي يمكن أن يطمح إليها، وحرمناه أبسط الحقوق التي يمارسها أي قط في زقاق: الملجأ والزواج، وأعطيناه سفينة غارقة نخرة امتلأت بالثقوب نُهب كل لوح خشب وكل مسمار فيها، وقلنا له إن عليه أن يتولى الإبحار بها بعدنا .. وينظر الشاب إلى البحر الذي يعج بالأساطيل وحاملات الطائرات التي صنعها الآخرون، فيتساءل: ماذا كنتم تفعلون طيلة هذا الوقت حينما كانت السفينة لكم ؟.. فنقول له: أنت شاب شهواني قليل الأدب .. وربما سافل كذلك .. مشكلتك هي أنك كسول تريد كل شيء بلا تعب ..نعم .. وسائل الإعلام تنظر بريبة واضحة إلى هؤلاء الأوغاد بشواربهم نصف النامية والحبوب في وجوههم وأصواتهم الخشنة .. وهي تتظاهر بحبهم وتقدم لهم الكثير من (نانسي عجرم) و(أليسا)، لأنهم ما زالوا الوسط الاستهلاكي الأفضل، لكنها تعتقد في قرارة نفسها إنهم خطر أمني داهم، وأنهم يدارون ذيولهم في سراويلهم ..المشكلة فعلاً أن الشباب لم يعد على ما يرام .. هذه الطاقة الكاسحة المعطلة التي حرمت الأمل والمشروع القومي المشترك تزداد خطرًا يومًا بعد يوم، والفراغ يهدد كل شيء وكل بيت .. لاحظ انتشار الكافتيريات وملاعب البلياردو ومقاهي السايبر.. باختصار: ثقافة البطالة. لاحظ نمو التطرف الديني الذي تزامن مع غياب المشروع القومي والأمل في الغد. ولغة (الروشنة) التي يستعملها الشباب تحوي في 90% من كلماتها معاني الاستهتار والتحدي .. دعك من الوقاحة التي يشكو منها كل مدرس .. يحكي الدكتور (جلال أمين) – العالم الوقور عظيم الشأن - عن شاب من هؤلاء دنا من سيارته وهو جالس فيها ينتظر زوجته، فاستند على النافذة بجواره، وراح يثني مرآة سيارته ويفتحها بلا توقف وبلا هدف واضح وعلى سبيل التحدي فقط، بينما ظل الأستاذ الكبير جالسًا في السيارة صامتًا يرقب هذا السلوك غير المفهوم..لكننا نحن المسئولون بالكامل عن خلق هذا الوحش .. وكما يقول الشاعر العربي:إنا بأيدينا جرحنا قلبنا .. وبنا إلينا جاءت الآلامقرأت لأحد الصحفيين الكبار (الفلاسفة) – ولن أذكر أسماء لأن بلاط السجن سيكون باردًا جدًا في هذه الفترة من السنة - أنه كان في رحلة مع مجموعة من الشباب حينما سمعهم يغنون: الأقصر بلدنا بلد سواح .. فيها الأجانب تتسوح .. وكل عام وقت المرواح بتبقى مشتاقة تروح .. وتسيب بلدنا !يتساءل الأستاذ العبقري: أين ذهب الانتماء لدى جيل الشباب ؟... ذهب يا سيدي الفاضل بسببك وسبب أمثالك، الذين أيدتم كل نظام حكم وكل سياسة، وعملتم جاهدين من أجل الوصول إلى الثراء والنفوذ صاعدين سلمًا من أجساد الشباب المطحون .. في عصر كانت الصحف المصرية ترسم فيه الزعماء العرب جالسين على (قصرية) أطفال، وفي عصر كان يعلن فيه في الصحف عن زيادة الأسعار فتكتب مقالاً كاملاً تؤيد فيه هذه الخطوة المباركة التي تأخرت كثيرًا، وحينما يضع السادات كل قوى مصر السياسية في السجن تكتب مباركًا (ثورة سبتمبر) هذه .. يؤمن الشباب بعبد الناصر فيخرج ألف كتاب يلعن عبد الناصر .. يحن الشباب إلى سعد زغلول فتمزقون سعد زغلول ..كل إنجازات يوليو تحولونها إلى كوارث يوليو .. تهللون للاشتراكية في عهد عبد الناصر ثم تلعنون أباها في عهد السادات .. وتلعنون أمريكا في عهد عبد الناصر وتكتشفون أنها الشريك الكامل الأمين في عهد السادات. ولولا بعض الحياء والخشية من النظام الحالي الذي يستمد شرعيته من أكتوبر لشككتم في حرب أكتوبر ذاتها : "المصريون لم يعبروا القناة في أكتوبر .. القناة هي التي تحركت إلى الغرب بضعة كيلومترات". في إحدى فترات الخلاف العابرة مع أمريكا قرأت مؤخرًا لصحفي كبير جدًا يقول: "علينا أن نشفى من خرافة أن 99 من أوراق الحل في يد أمريكا!". والحقيقة أنك يا سيدي كتبت هذه الخرافة مرارًا من قبل خاصة في عهد السادات ..من حسن حظ الشباب أنه لم يقرأ مقالاتك القديمة تلك وإلا لجن بالتأكيد..تخرج وسائل الإعلام للقاء الشباب ومعها المذيعة التي سكبت زجاجة أكسجين كاملة على شعرها ووضعت طنًا من المساحيق كأنها إحدى بطلات مسرح الكابوكي الياباني.. تسأل الشاب عن اسم وزير (التوابع المضادة) أو وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) فلا يمن الله عليه بكلمة .. من ثم تخرج الصحف صارخة: الشباب تافه شهواني رقيع .. ليت الشباب يهتم بعقله كما يهتم بالدهان الذي يسكبه على شعره ..الحقيقة أن الإجابة عن هذا تكمن في كلمات (أورويل) في روايته الرائعة 1984 عندما دبت مشادة بين البطل وحبيبته حول (هل كان الحزب في حرب مع أيستاسيا أولاً أم كان في حرب مع إيوراسيا ؟)... يقول (أورويل) إن الفتاة لم تكترث بهذا على الإطلاق لأنها لا ترى فارقًا بين هراء وهراء آخر .. الشاب لم يختر وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) ولم يسمع عنه من قبل، ويوم يرحل هذا الوزير فلن يعرف أحد السبب .. إذن ما جدوى معرفة اسمه ؟.. لا فارق بين (هراء وهراء آخر).. اسمحوا للشاب أن يختار وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) ثم طالبوه بأن يعرف اسمه، وانصبوا له المشانق لو لم يعرفه ..نفس الشيء ينطبق على الأسئلة من طراز (متى مات بيلاطس البنطي ؟).. (ما طول نهر المسيسبي ؟).. (من مؤلف كتاب تثقيف الشعوب في تقنية الحاسوب ؟).. السيدة المذيعة لو انتزعوا منها البطاقة الأنيقة لن تعرف الإجابة، والسيد المعد لا يعرف الإجابة وأنا لا أعرف الإجابة، وليس مما يفيد الإنسان المعاصر أن يعرف طول نهر المسيسبي ما دامت هذه المعلومات موجودة في أية دائرة معارف .. إنها ثقافة (الكلمات المتقاطعة) التي يصرون على أنها هي الثقافة ولا شيء سواها، بينما الثقافة هي أن تستخدم ما تعرف في تكوين مفهوم متكامل للعالم من حولك وكيفية التفاعل معه ..لكن وسائل الإعلام لا ترضى بهذا .. هي لا تريد إلا أن ترى الدماء تسيل وتلطخ كل شيء .. لهذا تطالب برأس الشاب التافه.. بينما اسم آخر أغنية لراغب علامة أو عيد ميلاد روبي هي بالفعل معلومات تبدو مهمة للشاب .. على الأقل هو لا يُرغم على معرفتها، وتمس حياته – ورغباته – بشكل واضح .. ولا تتعالى عليه أو تعده بما لا يمكن تحقيقه .. ولا تهدم ما آمن به من قبل بلا مبرر.. والأهم أنها لا تسد عليه طريق الترقي والنمو في الحياة .. باختصار: (روبي) تبدو هي الشيء الوحيد الحقيقي وسط كل هذه الأوهام وكل هذا الكذب ..الشباب ليس مجموعة من الملائكة، لكنهم ليسوا شياطين ..سوف يصيرون كذلك لو لم نفق من غيبوبتنا، ونحن لسنا ملائكة ولا شياطين .. نحن ملاحون خائبون غرقت سفينتهم أو كادت .. وعلينا أن نترك قطعة خشب واحدة طافية ليتمسك بها من يأتون بعدنا.

الخميس، 14 أغسطس 2008

د. أحمد خالد توفيق(الفداوية ومصطفى العقاد: هل للحشيش دور فيما يحدث ؟


مات مصطفى العقاد بعد ساعات من موت ابنته .. العقاد الذي قدم للعالم - منتجًا ومخرجًا – فيلمي (الرسالة – 1976) و(أسد الصحراء – 1980) واضعًا العرب والإسلام في موضع مشرف بارز على خارطة هوليوود، مع حلم لم يتحقق بأن يجد ممولاً لفيلم (صلاح الدين)، تلك المحاولة التي أحبطها عرض فيلم (مملكة السماء) لريدلي سكوت. . وبالنسبة للأمريكيين هو الأب الروحي لأفلام (هالوين) التي قدم الحلقة الأولى منها مع (جون كاربنتر) أهم مخرج رعب معاصر، وهي أفلام خرقت الرقم القياسي في نسبة التكاليف إلى الربح حتى صار العقاد ظاهرة إنتاجية جديرة بالدراسة، ومن ثم انهالت استطرادات (هالوين). ولد في سوريا عام 1935، وهاجر للولايات المتحدة في سن التاسعة عشرة ليدرس الفنون المسرحية في كاليفورنيا. وابنه منتج ومخرج هوليوودي مهم هو (مالك العقاد).
الآن حاول ان تنسى العقاد وأغمض عينيك وتخيل معي .. أنت شاب متدين يؤمن بالإسلام وفضيلة الجهاد ضد أعداء الدين والوطن .. وأنت على استعداد تام للتضحية بروحك من أجل هذا الهدف النبيل. كل هذا جميل .. والآن ما هو المنطق العبقري الذي يقنعك بأن العدو ليس هناك نحو الشرق، بل هو هنا بين أهليك وذويك والذين يصلون معك في ذات المسجد ؟ .. إن أعداءك لا يحملون اسم (ليفي) و(عموتاي) بل (محمود) وفاطمة) .. كيف يقنعونك بأن ترتدي الحزام الثقيل تحت ثيابك، وتتجه إلى حفل زفاف أو محطة أتوبيس، ثم تأخذ نفسًا عميقًا وتتلو الشهادتين ثم تشد الفتيل؟ .. وبعدها ؟ .. لو لم تجد الحور العين بل خزنة جهنم في انتظارك فلسوف تعرف متأخرًا جدًا أنك شربت مقلبًا خرافيًا ..
لكن الأمر لن يختلف بالنسبة للباقين هنا، وسوف تزف مواقع الإنترنت الخبر للأمة في فرح، كأنها تعلن عن العرض الأول لفيلم ديزني الأخير ..
ما هو المنطق ؟ .. ماذا قالوه لك وكيف أقنعوك بأن تبدد حياتك وهي الشيء الوحيد الذي تملكه، ومن أجل قضية يعرف كل طفل أنها خاسرة ألا وهي قتل مجموعة من البسطاء في حفل زفاف ؟.. إن كان هناك منطق يقنعك بعمل هذا فهو جدير بمعرفته لأنه هو السحر بعينه، وإن لم يكن هناك منطق محطم فالأمر جدير بالدراسة ..
بعد تفجيرات الأردن الأخيرة التي راح ضحيتها كثيرون منهم المخرج العظيم مصطفى العقاد وابنته، تداعى إلى ذهني ما حكاه (ماركو بولو) عن حديقة (النزارية) التي أنشأها الحسن بن الصباح في منتصف القرن الحادي عشر وقلعة الموت بخراسان. وقد كون هذا الرجل جيشًا من الانتحاريين الذين أطلق عليهم اسم (الفداوية) جعلهم تحت سيطرته بمزيج من المنطق القوي وتأثير كيماوي لنبات اكتشفه هو (القنب الهندي) أو ما نطلق عليه (الحشيش). وقد زار أحد أتباع الخليفة القلعة التي تتمركز فيها قوات الصباح، فأراد الصباح أن يعرض عليه قدراته وأمر أحد أتباعه بأن يقتل نفسه.. استل الرجل خنجره ومزق به أحشاءه بلا مناقشة ..
كان الصباح طموحًا .. طموحًا إلى حد مرضي، وكان يصبو إلى انتزاع سلطات صديقه الوزير (نظام الدين)، فذهب إلى مصر ليدرس المذهب الإسماعيلي في منبع الفاطمية، ثم عاد إلى إيران ليدعو لمذهبه الجديد (النزارية) حيث ينشئ قلعته التي عرفت بـ (قلعة الموت)، مع جيش عرمرم من الفداوية الذين يرسلهم لذبح كل خصومه من رجال الدولة .. بل إنه غرس خنجرًا إلى جوار سرير السلطان ليخبره ان بوسعه قتله متى شاء. والطريف أن من كان يسقط من الفداوية في يد الشرطة كانوا يجدون معه عقد تمليك لقصر زمرد أو مرمر من قصور الجنة ! وقد أعلن نائبه في منتصف شهر رمضان أن القيامة قد قامت الآن وأن على الأتباع أن يفطروا.. والغريب أنهم صدقوه وتأثروا بشدة وأفطروا فعلاً!
للحق نقول: لم يكن الصباح مجرد زعيم عصابة، بل كان فيلسوفًا يكتب الحجج مناقشًا الإمام الغزالي ألد خصوم مذهبه .. وكان يقول لأتباعه: "إياكم والكلام في بيت به سراج".. معنى هذا أن هذا البيت فيه عالم يجيد النقاش والجدل ! وقد انتشر خطر الفداوية حتى قيل إن الرجل لو لم يعد لبيته بعد العصر فإن بوسع أهله تلقي العزاء فيه !...
تتداعى للذهن هذه القصص هذه الأيام بالذات وبعد تسعة قرون.. ومن جديد نتساءل: هل المخدرات تلعب دورًا في هذه العمليات المجنونة ؟.. هل في تنظيم القاعدة حسن بن الصباح آخر يخضع أتباعه بالحشيش ليفعلوا أي شيء يطلبه ؟
هذا الاحتمال لم يُطرح من قبل لكنه المنطق الوحيد الذي يمكن به تفسير أن يفجر المرء نفسه في حفل زفاف في الأردن أو مطعم في بغداد أو محطة أتوبيس في شبرا .. بينما لا يمس الأمريكيين، حتى قيل إن معدل وفيات الأمريكيين في العراق أقل ممن يموتون في وطنهم بسبب حوادث المرور .. والنتيجة هي أن الحرب في العراق من عوامل إطالة العمر !!
لايعرف الفداوي الذي فجر نفسه في الأردن أنه قتل مصطفى العقاد .. وبالطبع لا يهمه أن يعرف، فبالنسبة له الفن هذيان. هؤلاء قوم يمقتون الحياة ذاتها فكيف يهتمون بشيء رقيع ومضيعة للوقت كالفن ؟.. لكن هذا الفداوي لا يعرف أنه فعل ما فعله هاملت عندما وجه الطعنات من وراء ستار فقتل صديقًا .. لقد قدم فيلما (الرسالة) و(عمر المختار) خدمة للإسلام تفوق مائة من (ابن لادن) وأمثاله عندما تكلم بتلك اللغة العقلانية الراقية عن دين عظيم. والمضحك والمبكي أن هذه القوة الناعمة العبقرية هلكت على يد واحد يزعم أنه يدافع عن نفس القضية. لقد صمت صوت مدافع عن الإسلام على يد من يزعم أنه يحمي الإسلام .. ومن جديد نتساءل: هل للمخدرات دور في هذا الذي يحدث ؟

د.أحمد خالد توفيق(هل لهذا معنى ما ؟)


وصلتني هذه الحقائق الغريبة عن طريق الإنترنت، وقد تأكدت بنفسي من الأرقام والتواريخ المذكورة بصرف النظر عن أنني قرأت ذات المقال في مكان ما منذ عشرة أعوام ونسيت . هل لهذا معنى ما ؟.. هل تصل المصادفات لهذا الحد ؟.. لا أعرف بصراحة ...

الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن (محرر العبيد) انتخب للكونجرس عام 1846
الرئيس الأمريكي جون كنيدي انتخب للكونجرس عام 1946

الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن انتخب رئيسًا عام 1860
الرئيس الأمريكي جون كنيدي انتخب رئيسًا عام 1960

كلاهما كان مهتمًا بالحقوق المدنية..
كلاهما توفي أطفال له وهو في البيت الأبيض.

الآن يزداد الأمر غرابة ..

سكرتير لنكولن كان اسمه كنيدي.
سكرتير كنيدي كان اسمه لنكولن

كلاهما اغتاله رجل من جنوب الولايات المتحدة، وكلاهما تلاه رئيس من الجنوب اسمه جونسون !

أندرو جونسون الذي تلا الأول ولد عام 1808
لندون جونسون الذي تلا الثاني ولد عام 1908

جون ويلكز بوث قاتل لنكولن ولد عام 1839
لي هارفي أوزوالد قاتل كنيدي ولد عام 1939

كلا القاتلين عرف باسمه الثلاثي، وكلا الاسمين تكون من 15 حرفًا
كلا القاتلين قُتل قبل المحاكمة

الآن تمسّك بمقعدك

قتل لنكولن في مسرح اسمه فورد
قتل كنيدي في سيارة لنكولن تنتجها شركة فورد !

قتل لنكولن في المسرح وفر قاتله إلى ورشة ليختبئ فيها
قتل لنكولن من ورشة وفر قاتله إلى مسرح ليختبئ فيه

قبل أن يموت لنكولن بأسبوع كان في بلدة مونرو
قبل أن يموت كنيدي بأسبوع كان مع مارلين مونرو !

د.أحمد خالد توفيق(إعلان زواج غير مشروط)

هذا إعلان غير مدفوع الأجر،أرجو من أولاد الحلال أن يأخذوه بجديةبرغم أنه يبدو أقرب للمزاح .. أبحث للواد ابني عن عروس مناسبة .. لا أشترط الجمالولا الأصل ولا الفصل ولا الأخلاق ولا الثقافة ولا التعليم ولا الدين ولا الطبعالهادئ ولا حسن التربية ولا السمعة الحسنة .. كل هذه الأشياء عرض زائل .. .. فقطلي شرط واحد هو أن يكون أبوها خطاطًا ممن يكتبون لافتات التأييد التي تعلق فيالشوارع .. ربما كانت سن ابني صغيرة جدًا لهذا لا أمانع أن ألهف أنا العروس فلاأعتقد ان المدام ستمانع خاصة إذا عرفت أسبابي ..
منذ أعوام فطنت إلى أن أكثرالمهن رواجًا في عالمنا العربي هي تفصيل العلمين الأمريكي والإسرائيلي، ويكفي أنتشاهد أية نشرة أو مؤتمر شعبي لتدرك أن آلاف الأمتار من القماش تحرق كل عام ..ومعها يتدفق الذهب في جيوب ترزية الأعلام لو كانت هناك مهنة كهذه ..
بعد فترة بدأت أدرك أن حياتناكمصريين لا تستقيم من دون لافتات ...لافتات مبايعة .. لافتات تأييد .. لافتاتتأييد للمؤيدين .. لافتات شتيمة في غير المؤيدين الذين لايؤيدون .. شعب يعيش حياتهباللافتات هو شعب صمم على أن يجعل الخطاطين أثرياء .. لم تكد تنتهي هوجةالانتخابات التي أصر المصريون بذكائهم الفطري الحاد على أنها مبايعة، حتى بدأتهوجة مجلس الشعب ..
هناك قصة طريفة عن مواطنبريطاني من ويلز كان يحتفظ بلافتة واحدة كتب عليها (يا للعار!).. وكان يرى أنهاتصلح لكل المناسبات باعتبار أن هناك دائمًا عارًا ما لابد من الاحتجاج عليه، ويقالإنه وجد نفسه في مشكلة حينما خرجت البلدة ترحب بعمدتها الجديد !.. هذه هي المرةالأولى التي لم يجد فيها لافتته صالحة ..
هذه القصة تريك الفكر العمليالاقتصادي الغربي .. لدى الرجل لافتة واحدة تصلح لكل شيء، ولو قررنا ان نقلد هذاالعبقري لاكتفينا بلافتة عملاقة تقول: "نؤيد ونبايع الرئيس الموجود حاليًاللأبد" .. وهكذا .. هناك دائمًا رئيسعلى حق دائمًا، وبهذا نوفر المليارات التي أنفقتها مصر على اللافتات ..
تمشي وسط المدينة فتدمياللافتات عينيك بقبحها وفظاظتها .. ضوضاءبصرية لا أول لها ولا آخر .. تدخل فنانوالجرافيك ليثبتوا أنهم استوعبوا عصر الكمبيوتر وأنهم يستطيعون ممارسة (النفاقالرقمي)، ليدخلوا مزجًا موفقًا بين صورة مبارك وبين الذي يؤيده لتوحي الصورة بأنهما صديقان حميمان .. ترى فيكل لافتة الرئيس ينظر للكاميرا باسمًا بينما يقف جواره الحاج (عبسميع)... لا تقرأالاسم لكنك تعرف انه الحاج (عبسميع) دائمًا .. تاجر حدايد أو أسمنت أو أعلاف أوقطع غيار سيارات.. بشاربه الرفيع وصلعته ولغده ونظرة الأجلاف في عينيه.. لا تحتاج لأن تكون من مباحث المخدرات كي تعرفأن الحاج (عبسميع) يتاجر في البانجو .. لا تحتاج أن تكون أخصائيًا اجتماعيًا كيتدرك أنه متزوج للمرة الثالثة من فتاة تصغره بعشرين سنة وأنه يتعاطى الفياجرابإفراط، وأن عنده سيارة (مرشيدس) .. لاتحتاج أن تكون طبيبًا نفسيًا كي تدرك أن صاحب هذا الوجه يحتفظ بدرجة من (البيدوفيليا)أو الميل غير الطبيعي للأطفال ولا مؤاخذة.. لا تحتاج أن ترى باقي الصورة حتى تدركأنه يمسك بسبحة في يده يعد عليها ملايينه ..
هذا هو الوجه الذي يطالعك عندالصباح وعند المساء، كأنها ليست لافتة تأييد بل لافتة مسمط يعرض إنتاجه من لحمةالراس .. واحد من ألف وجه مماثل تناثرتفي أرجاء مدينتك، يمزقون سلامك النفسي ويخدشون حياءك (هناك وجوه تخدش الحياء في حد ذاتها) وكلهم لفقصورته ليظهر جوار الرئيس كأنه من أخلص خلصائه .. وكل هذه الوجوه تصيح بحماس : نحنالمنتفعون !!.. البلد بلد أبونا .. وبإذنواحد أحد حناكلها والعة ..
إنهم يجعلون أية معارضة غيرذات قيمة ويجهضون أية كلمة موحدة، ولا عجب.. فهذا بلدهم وتلك مصالحهم وهم يدافعونعنها بكل مرتخص وغال .. نعم من القلب لزراعة البانجو .. نعم من القلب للاختلاس وغشحديد التسليح .. نعم من القلب للأطعمة الفاسدة المسرطنة .. نعم من أجل تجريفالأراضي .. نعم .. نعم .. نعم ....
ترى في وجوههم رائحة التهريبوالتأشيرات المضروبة والبانجو والمضاربة و.. و.. ترى في وجوههم كل ما أفقرك وعذبكوبهدل كرامتك وأهانك بين الدول وملأك بالخوف على مستقبل أطفالك وجعل أعزة أهلكاذلة.. ترى في وجوههم مستشفيات الحكومةمعدومة الإمكانيات والمدارس الخربة والإعلام الهايف وصفر المونديال والسفيرالإسرائيلي والمليارات التي يمرحون بها في الخارج ..
حتى عندما تبتكر هذه الوجوهشعارات انتخابية فهي تأتي فضيحة في حد ذاتها .. (دوس دوس .. إحنا معاك من غيرفلوس).. (طمن أبوك .. البورسعيدية حاينتخبوك)..(لا لفار الجمالية اللي عاوز يبقىرئيس جمهورية) .. هل هناك شعارات أكثرابتذالاً وسخفًا ؟... لو جئت بتشيكوف ونجيب محفوظ ودستويفسكي وديكنز واميل زولا،وأعددت لهم شايًا ثقيلاً مع اتنين كيلو كباب وطلبت منهم ابتكار شعار سوقي واحد فهلكان بوسعهم الوصول لشعارات كهذه ؟
لكن كل هذا الإنفاق يتجه فيالنهاية إلى جيب واحد هو جيب الخطاط .. ولما كانت العضمة قد كبرت فإنني استبعد أنتبلغ بي الحماسة درجة دخول مدرسة الخطوط (من اجل مستقبل باهر مشرق) .. لهذا قررت أنآخذ الثروة من المنبع وأطلب لابني يد بنتأي واحد من هؤلاء، فهم مستقبل هذا البلد كما كانوا ماضيه .. منذ كانت لافتاتالتأييد تنحت على الجرانيت ويوقع عليها الكاهن نخت أمون، إلى أن تصير لافتاتالتأييد مكتوبة بالليزر الذي يولده محرك بيولوجي ذو ذكاء صناعي..
خلاص ؟.. ترسل العطاءات فيمظاريف مغلقة إلى مقر الجريدة في موعد أقصاه آخر رمضان .. هذا بالطبع لو كانت هناكعطاءات ..
أعرف أنني بهذا أرسم لابنيمستقبلاً باهرًا ؛ فكل المهن يمكن الاستغناء عنها في مصر ما عدا مهنة الخطاط.. هذابالطبع ما لم ينضج المصريون يومًا ويكتفوا باقتناء لافتة واحدة كتب عليها (ياللعار !).

د.أحمد خالد توفيق (ميكروباص وسنوبيزم وأشياء أخرى)

لأسباب تتعلق بالنحس، اضطررت ذات مرة إلى العودة من القاهرة إلى طنطا في ساعة متأخرة بعد رحيل آخر القطارات.. وهكذا ركبت إحدى سيارات الميكروباص الواقفة في ميدان رمسيس والتي يصر رجال المرور على أنه لا وجود لها .. منذ البداية لاحظت أن السائق محمر العينين يتكلم بالضبط على طريقة (اللمبي).. نموذج فريد جدًا يصلح لشرح الإدمان عليه لطلبة الطب.. شاب عجن شعره لأعلى بالفازلين، وارتدى انسيالاً جلديًا ويعاني حالة متقدمة من الإحساس بالفتونة والعافية والفخر بشاربه..
وانطلق الميكروباص في تلك الرحلة السوداء التي يمكنك أن تتخيلها .. سرعة جهنمية حتى شعرت بأن الميكروباص لا وزن له تقريبًا .. أخطاء قاتلة .. فرملة حيث لا ينبغي أن تفرمل .. الأضواء كلها مطفأة على سبيل (الحرفنة).. كل قاعدة مرور في الكتاب خرقها هذا الفتى .. إنه يسرع في المنحنيات برغم أن أول قاعدة قيادة سمعتها في حياتي هي التهدئة في المنحنيات، من ثم يتحول الميكروباص إلى دراجة أطفال لطيفة تجري على عجلتين .. وعند مدخل أحد الكباري كانت أمامنا مقطورة لا تكف عن إعطاء إشارة الاتجاه إلى اليمين .. هكذا صارت قضية حياته أن يمر من جهة اليمين وإلا فقد رجولته وكرامته .. اقترب جدًا وأوشك على المرور لولا أنه أدرك في آخر لحظة أن الثغرة لا تكفي وأن معنى المحاولة هو السقوط في الماء .. هكذا داس الفرملة بعنف أطار الجالسين .. لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد .. إنه ككل الشخصيات الفمية يعتقد أنه على حق دائمًا .. يخرج رأسه من النافذة ليسب سائق المقطورة بشتائم لا يمكن التلميح لها، وكل ذنب السائق أنه قرر أن يتجه لليمين وأعطى إنذارًا بهذا قبل أن يفعل بخمس دقائق ..
من جديد اندفع للأمام ليضغط على سيارة ملاكي تمشي أمامنا.. ضغط عليها جدًا إلى درجة أنه اضطر للفرملة بالعنف بعد ما أوشكت الكارثة على الحدوث .. من ثم أخرج رأسه من النافذة يسب سائق الملاكي وكيف أن (أمه جايباها له) وإنه بالتأكيد رجل مترف رائق البال ذاهب لممارسة الزنا أو عائد منه ..
أين الرادار الليلي الذي صدعونا بالكلام عنه ؟.. ولماذا أرى كمين مرور للتفتيش على الأحزمة كل دقيقة في الصباح بينما معظم الحوادث تقع ليلاً ؟.. بهذه الطريقة في القيادة ليس الغريب أن يقع حادث من وقت لآخر.. المعجزة الحقيقية ألا يحدث حادث كل دقيقة.. المعجزة ألا تكون لدى كل سائق ميكروباص مرة واحدة يقود فيها في حياته ثم يموت ويأتي غيره، وكلهم يتوق إلى أن يرى طنطا هذه!
(خلص) و(اخطفها) ..كلمتان هما السبب الدائم لمشكلة المرور في بلدنا .. كل حادث لابد أن سببه واحد أراد أن (يخلص) أو وجد فرصة وأراد أن (يخطفها).. حتى هذه اللحظة كنت أرى الركاب هادئين مستسلمين كالخراف، وقد قال لي أحد الجالسين جواري:
ـ"هو دايمًا يسوق كده .. ما تركزش وبإذن الله نوصل بالسلامة"
لكن صبري كان قد نفد، فلو كان هذا المخبول يتوق إلى تدمير الميكروباص والانتحار فهذا شأنه، أما أنا فليس ضمن برنامجي أن يصير أطفالي يتامى بسبب مدمن أفرط في شرب (التوسيفان) أو تلك الخلطة اللعينة التي يطلقون عليها (مزاج العربجي)..
صارحته برأيي في قيادته وكيف إن الميكروباص كاد ينقلب سبع مرات على الأقل .. فقال في غلظة وتحد:
ـ"مش انت اللي سايق يا أستاذ.. أنا اللي وازن الدركسيون وعارف أنا بعمل إيه بالضبط .. يعني أنا عاوز أقلب عربيتي ؟"
أخبرته بحقيقة حسبتها مفهومة، هي أن كل من انقلبت به السيارة كان يزن عجلة القيادة ويعتقد أنه يعرف ما يفعله ..وبالتأكيد لا أحد منهم تمنى أن يحطم سيارته ..,
كل هذا مألوف للقارئ ولا يبرر كتابة هذا المقال، لكن ما ليس مفهومًا هو تلك الثورة العامة التي عمت السيارة، وكيف هبت كل تلك الخراف النائمة تصيح بي بمزيج من الغضب الحقيقي ومداهنة السائق:
ـ"يا عم ما تفوّلش ... تف من بقك .. بشروا ولا تنفروا !"
كان رأسي يوشك على الانفجار من الغيظ .. تأمل معي هذا المنطق .. التحذير هو الذي سيقلب السيارة ويرسلنا إلى الجحيم، بينما كل هذا الذي يمارسه السائق شيء طبيعي والرجل يعرف ما يفعله .. الحوادث لا تقع لأن هناك مستهترين، وإنما لأن أمثالي من الأفندية كغربان البين يصرون على (التفويل) ..
طبعًا تمت الرحلة على خير بدليل أنني أكتب هذه السطور، وإن حققت رقمًا قياسيًا جديدًا هو ساعة إلا الثلث من القاهرة لطنطا، لكن هذه القصة ذكرتني بقصة للراحل العظيم (يوسف إدريس) اسمها (سنوبزم)، عن أستاذ الأنثروبولوجي الذي اعتاد ركوب الأتوبيس المزدحم، وفي يوم راقب مشهدًا غريبًا . رجل يتحرش بامرأة إلى درجة محاولة نزع ثوبها .. لما استغاثت المرأة هب ركاب الحافلة كلهم على من ؟.. على المرأة طبعًا .. وتم رميها من السيارة في أول فرصة .. هذا السلوك الجماعي الغريب أثار فضول عالم الأنثروبولوجي فسأل الناس بصوت جهير عن سبب هذا التصرف .. كانت النتيجة أنه تلقى علقة ساخنة وألقي من الأتوبيس بنفس الطريقة ..
السلوك الجماعي يتخذ مناحي غريبة أحيانًا، وهو في قصتي يكشف الكثير عن مفهوم القدر في عقولنا .. في هذا المفهوم يعتبر الحذر من الحوادث هو سبب الحوادث، ولا يوجد ما يمكن منعه على الإطلاق و(لو مكتوب لنا نعمل حادثة حنعمل .. حتى لو العربية واقفة).. يا سلام على كل هذا الإيمان والزهد الجديرين بالدخول في تراث التصوف !.. يقود الرجل سيارته بسرعة ثمانين في الساعة وطفله السعيد على حجره خلف المقود، معرضًا الطفل لتهشيم جمجمته مع أول فرملة عنيفة، فلو أنه ارتكب هذه الفعلة في الخارج لشنقوه .. يترك الرجل طفله يتسلق سور الشرفة ويتدلى منها… يناول الرجل صديقه كوب الشاي الساخن فوق رأس طفله .. فإذا تكلمت قال لك في حكمة إن الحذر لا يمنع القدر وإن (ربنا يستر) .. فإذا وقعت الواقعة وهلك الطفل جلس في سرادق العزاء يبكي ويتحدث عن (الوديعة التي استردها الله منا ) و(هذا هو عمره ).. نعم .. كان مكتوبًا أن يتسلق الطفل سور الشرفة وتنزلق قدمه فيسقط في الشارع .. كان مكتوبًا أن ينفجر إطار الميكروباص وينقلب وهو يرمح بسرعة 120 كيلومترًا في الساعة .. كل هذا مكتوب كما كتب أنك أحمق مستهتر، ورعونتك سوف تقودك إلى المهالك ..
سبعون بالمائة من الحوادث يمكن منعه .. هذا ما يقوله الغربيون .. كم من حريق ينتظر أن يحدث بسبب عقب سيجارة أوماس كهربي .. كم من كوب مليء بالبوتاسا الكاوية التي تبدو كاللبن ينتظر الطفل البائس الذي سيشربه .. حادث السيارة المروع الذي سيحدث فجر غد بسبب الرعونة .. كل هذا يمكن منعه .. حتى الأوبئة يمكن منعها لأن هناك فرعًا مهمًا من الطب اسمه الطب الوقائي، فلا تبقى إلا نسبة 30% يستحيل أن تفعل بصددها أي شيء، وهي قائمة البراكين والفيضانات والزلازل، وطبقًا لهذا كان ينبغي أن تكون مصر أكثر بلدان العالم أمنًا، فقد حفظها الله من الكوارث الطبيعية لكننا ملأناها بالكوارث البشرية ..
أحيانًا تبلغ القدرية درجة تثير الجنون .. أذكر أن شابًا في العشرين من معارفي أجرى جراحة تافهة، وبسبب خطأ اعترف به طبيب التخدير توفي الفتى على مائدة الجراحة .. قلت لأقاربه إن من حقهم – وربما واجبهم – أن يتخذوا إجراءً قانونيًا .. كان ردهم متوقعًا هو أن التقاضي لن يعيد لهم من مات، ثم أن هذا عمره .. لقد كان مكتوبًا له أن يموت في هذه الساعة .. قلت لهم إنه لو أخرج طبيب التخدير سكينًا وأغمده حتى المقبض في صدر الفتى، فهذا عمره أيضًا .. ولو عممنا القاعدة فلا جدوى من معاقبة القاتل في أية جريمة.. بالطبع لم يكونوا مستعدين لسماع هذا الهراء ، وخبرات آلاف السنين لا يمكن تغييرها لمجرد أنك تريد هذا .. أعتقد أن هذه القدرية سوف تكبلنا للأبد، ما دام لا يمكن منع الحوادث، وما دامت فكرة الاحتياط اعتراضًا على القدر.
واجب علماء الدين أن يثبتوا مفهوم (أعقلها وتوكل) في أذهان الناس منذ الصغر، وأن ينمو نوع من الوعي المروري ذي الطابع الديني في الأذهان، إذا كان الناس فعلاً متدينين إلى القدر الذي يحبون أن يروا أنفسهم به ..
الخاطر الأخير الذي جال بذهني بعد مغامرة الميكروباص تلك هو صورة وطن كامل .. وطن كامل يندفع إلى الهاوية، بينما الناس نيام مستسلمون لقدرهم، و(ما تركزش وبإذن الله نوصل بالسلامة)، فإذا فتح أحمق فمه للاعتراض هبوا غاضبين يخرسونه .. السائق يؤكد أنه يسيطر على عجلة القيادة تمامًا لكن الشواهد تكذبه .. ثم إنني استبعدت هذا الخاطر حتى لا يتهمني أحد بـ(التفويل)، فلعلي إذا أسرفت في الحديث عن ضياع الوطن ضاع الوطن فعلاً !

د.أحمد خالد توفيق(هل هبط الأمريكان على القمر فعلاً ؟)

يبدو أنه لا يوجد مكان في العالم تفر إليه من نظرية المؤامرة إلا القبر.. وربما تجد من يشكك في وفاتك لا سمح الله ويزعم أنها خدعة كبرى قام بها الموساد. في العام 1969 زعم الكثيرون في مصر أن الأمريكيين لم يصلوا للقمر وإنما هم يكذبون، وكنت تجد الواحد من هؤلاء ينظر لك متهكمًا ولسان حاله يقول: "يا لك من ساذج ! .. ".

كانت هذه هي الصيغة الأولى للإشاعة إلى أن جاءت الصيغة الثانية حول أرمسترونج الذي سمع الأذان على سطح القمر. المهم أن هناك مؤامرة وشيئًا تخفيه الحكومة الأمريكية وخلاص. وقد اعتقدت أن هذه من العادات الأبدية المميزة للشخصية العربية التي تجلس وتصدر الأحكام ولا دور لها في الصراع الحضاري، حتى وجدت عددًا من مواقع الإنترنت الأمريكية تناقش هذه الفرضية بحماس .. لا أصدق حرفًا من هذا التشكيك، لكنه جدير بأن نسمعه أولاً ..

بدأ كل شيء بخبير تصوير يدعى (كيفين أوفرستريت) أبدى رأيه في الصور الشهيرة التي تظهر هبوط طاقم أبوللو 11 على القمر ، ثم بدأ المتشككون يزدادون عددًا .. إلى أن قدمت شبكة فوكس الإخبارية عام 2001 برنامجها الشهير عن الخدعة الكبرى، مما جعل الموضوع شبه منته لدى هواة نظرية المؤامرة.

يرى هؤلاء أن صور الهبوط على القمر تم تصويرها في ستوديو في قاعدة جوية في (سان برناردينو).. أما المؤيدون فيقولون إنه لو كانت الصور مزيفة لما صمدت خلال ثلاثين عامًا لفحص العلماء والمدققين .. من المستحيل تصور وجود مؤثرات خاصة بهذه الدقة عام 1969، بينما الأفلام الحديثة مثل (حرب الكواكب) و(رحلة النجم) مليئة بالأخطاء التي يكتشفها أي طفل.

يعتمد (أوفرستريت) على حشد من النقاط التي وجدها في الصور .. مثلاً انعكاسات الأشياء على زجاج قناع رواد الفضاء يوحي بوضع معكوس للعلم الأمريكي غير الموضع الذي غرس فيه فعلاً.

العلم يرفرف مع النسيم فكيف يوجد نسيم على ظهر القمر ؟. لا توجد أية نجوم في أية صورة التقطتها ناسا برغم أنه من المنطقي أن تزدان السماء بها متى غادرنا غلافنا الجوي. يقول المدافعون عن ناسا إن هذا منطقي لأن ضوء الشمس يغمر سطح القمر ويحجب أية نجوم ، والأمر يشبه خروجك من غرفة ساطعة الإضاءة إلى الليل .. عندها لن ترى أي نجم. قال المشككون إن آثار المركبة القمرية واضحة ومحددة أكثر من اللازم، ولابد من خلط التربة بالماء لإحداث أثر كهذا .. الإجابة هي أن التربة القمرية ناعمة جدًا كالدقيق تلتصق بالأحذية وترسم أي شكل يلتصق بها من دون ماء.

قال المشككون إن أحد الجبال عليه حرف C بشكل واضح وإن هذه علامة تخص صاحب (العهدة) كما يكتبون (بيومي) على ظهر الكراسي عندنا.. الحقيقة أن هذا الحرف لم يوجد في الصورة الأصلية التي صار عمرها ثلاثين عامًا، إنما في النسخ المستخدمة منها فهو مجرد عيب تحميض.

يتساءل المشككون كيف يظل الفيلم سليمًا في درجة حرارة قمرية هي 280 فهرنهايت ؟. المفترض أن يذوب ويتحول لكرة.. الإجابة هي أن علب الأفلام كانت واقية ضد تغيرات الحرارة.

أما النقطة الأهم التي يكررونها في كل مقالاتهم تقريبًا فهي: كيف استطاع رواد الفضاء اختراق حزام (فان ألين) الإشعاعي القاتل المحيط بالأرض ؟... الإجابة هي أنهم يجتازونه مرتين فقط أثناء المغادرة وأثناء الرحيل، وتكون سرعتهم خمسة وعشرين ألف ميل في الساعة لهذا يتعرضون له أقل من ساعة، وهذا لا يكفي إلا لإصابتهم ببعض الغثيان .

وكيف استطاع الرواد أن يمشوا وسط مليارات النيازك الصغيرة التي ترتطم بهم كل ثانية ؟... كيف لم تحدث المركبة ثقبًا تحتها عندما لمست تربة القمر ؟.. الإجابة هي أن مساحة القاعدة التي تمس التربة عريضة مما أدى لتوزيع الضغط وبالتالي صار الضغط عليها لا يتجاوز وزن رائد الفضاء ذاته، دعك من أن عدم وجود ثقب هو أقرب للتصديق من وجوده، لأنه كان بوسع ملفقي المشهد أن يصنعوا واحدًا. أما اغرب ما قاله المشككون فهو أن بعض الصور تظهر طاقم السفينة في بناية حديثة بها أضواء معلقة .. هذه صور تذكارية صورت على الأرض قبل الإقلاع ولم تزعم ناسا قط أنها صورت على القمر. أما عن العلم الذي يبدو مرفرفًا فهذا يعود إلى سلك معدني تم تثبيته في القماش كي لا يبدو العلم منكسًا .

قالوا إن فيلم الفيديو تم تصويره على الأرض بطريقة الحركة البطيئة حتى يبدو الأمر كأنها جاذبية القمر الضعيفة التي تبلغ سدس جاذبية الأرض، وإن تسريع الفيديو يجعل الصور تبدو كأنها على الأرض بالضبط. قالوا كذلك إن الصور متقنة جدًا بينما التحكم في الكاميرا الضخمة بثياب الفضاء المربكة أصلاً تجعل هذا مستحيلاً. من ضمن الاعتراضات أيضًا أن الخلفيات في الصور متشابهة برغم أن الصور أخذت من أماكن متباينة .. وهناك صور متشابهة جدًا قيل إنها التقطت في أيام مختلفة .. الحقيقة أن هذا كان خطأ من فنيي ناسا الذين صنفوا صورًا التقطت في ذات الساعة على أنها التقطت في أيام مختلفة. ثمة موقع شهير آخر يزعم أن الفيلم تم تصويره في المنطقة 51 المزعومة المحرمة على الطيران والصحافة لأن الصور تشبه الصحراء في تلك المنطقة، ولهذا ما زالت هذه المنطقة محرمة على المواطنين حتى لا يفتضح الأمر.

يتساءل البعض: لماذا لم ترسل ناسا رجالاً آخرين للقمر منذ عام 1972 ؟.. الإجابة هي أن العملية كانت مكلفة وخطرة .. وقد أرسلت ناسا 12 رجلاً بالفعل ..وأثبتت أنها قهرت الاتحاد السوفييتي.

هذا يكفي .. خاصة أن تنفيذ نفس المهمات اليوم سوف يكون باهظًا جدًا نظرًا لحساب التضخم.

من ضمن ما يقال كذلك إن عشرة رواد ماتوا أثناء مشروع أبوللو بظروف غامضة لا تفسير لها في مركبات أو طائرات نفاثة. قالوا إنها حوادث متعمدة كي لا يتكلموا عن الفضيحة التي لمسوا أبعادها.
السؤال هنا هو: لماذا تفعل ناسا هذا؟ وما مصلحتها ؟.. يجيب المشككون أن الهدف بسيط و(شريف) جدًا. لكي تحصل على 30 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب.. ثم أن الحكومة الأمريكية كانت تعاني الويلات في فيتنام لذا أرادت أن تشغل الناس بموضوع آخر، ولو لاحظت التواريخ لوجدت أن تاريخ الخروج من فيتنام يتزامن مع توقف رحلات الهبوط على القمر بعد أبوللو 17 (هذا الكلام يوحي بأن بعض هؤلاء القوم من أصول عربية).. دعك من رغبة الحكومة الأمريكية في قهر السوفييت الذين كانوا يعملون بحماس مجنون للهدف ذاته، لهذا اخترعت هذا الهبوط لتدعي التفوق عليهم.

وبعد يبدو هذا الكلام مألوفًا بذات طريقة (صدام لم يقبض عليه بعد .. الصور زائفة وليس هذا موسم بلح النخيل .. أما لو ظهر مكبلاً بالأصفاد فليس هو .. هناك ممثلون يشبهونه .. لو اتضح أنه هو مائة في المائة فقد قبضوا عليه مخدرًا) . المهم ألا تصدق وخلاص. لكن الأمريكيين مهما فعلوا مجرد هواة لن يتفوقوا علينا في فن نحن سادته وفرسانه الذين لا يشق لهم غبار!

د.أحمد خالد توفيق (التصطيب وتكنولوجيا المعلومات )

يندهش عامة الناس عندما يكتشفون أن إنجليزية الأطباء ليست جيدة إلى الحد الذي يعتقدونه، وأن الطبيب قد يقف أمام عناوين جريدة إنجليزية أو نص أدبي حائرًا عاجزًا عن الفهم. السبب الأول هو أن ما يتعامل معه الطبيب ليس اللغة الإنجليزية بالضبط، ولكن لغة أقرب إلى اللاتينية في معظمها .. والسبب الثاني أننا اعتدنا ونحن طلبة طب أن نستخدم تلك الطريقة الغريبة التي أطلق عليها اسم تكنو آراب في مزج المصطلحات اللاتينية بالعربية، لتتكون تركيبات لغوية ممسوخة مثل: النرفات والدراجّات لجمع لفظتي nerve و drug بالترتيب .. وحينما تخرجنا صرنا نستعمل ذات الطريقة على غرار (الجرح حيسبتك) أي أنه سيصير ملوثًا Septic .. لم أجد بعد الطبيب الذي لا يقول He is nauseating يريد القول إن المريض يشعر بغثيان، بينما معنى الجملة لغويًا أن المريض (يقرف).. دعك من تعبيرات مثل أن (المريضة جالها painful) بمعنى أنها تتألم .. ومعناها الحرفي أن المريضة جاءها مؤلم !.. دعك من النطق الذي يثير سخرية الأجانب لكلمات مثل Umbilicus و Jejunum, و Vagina .. فهذه أمور صارت لها قوة الدين ولا يجرؤ أحد على تغييرها.

الغريب أنك تدرك الخطأ لكنك مع الوقت تعتاده حتى لا تبدو متحذلقًا سخيفًا .. ثم تصير أنت نفسك مصدرًا لهذه اللغة وتنقلها لمن يأتي بعدك..
فيما بعد وجدت أن كل مهنة ابتكرت لنفسها هذه اللغة الخاصة بها.. كنا فيما مضى نسمع أن (الكتاوت) بايظ من كهربائي السيارات، وقد احتجت لوقت طويل حتى أعرف ان معناها هو الـ Cut-out أي قاطع الدائرة .. لكن هذا على قدر تعليم الرجل على كل حال فلا تثريب عليه..
أما انتشار الكمبيوتر في مصر فقد ولد لدى الشباب محموعة عجيبة من مصطلحات التكنو آراب.. مثلاًَ يقول لك الفتى في حماس إنه حيصطّب البرنامج .. وإن التصطيب خلص .. تستغرق نصف ساعة لتفهم أنه يتكلم عن Setup أي تنصيب البرنامج .. وقد صارحني مهندس الكمبيوتر من أنه يخشى أن الهارد بتاعي حيبيد (بتشديد الياء الأخيرة) فظللت قلقًا لأن الهارد حيبيد، ثم عرفت أنه يريد قول إن قرصي الصلب قد يمتلأ بالقطاعات التالفة .. هكذا أثريت العربية بفعل جديد هو (يبيد) بتشديد الياء بمعنى (يصير تالفًا) وهو مشتق طبعًا من Bad الإنجليزية ..

قال لي مهندس اتصالات إنني لا أستطيع عمل (داونلوت) لأن عندي (ترواجان)... فهمت فيما بعد أنني لا أستطيع عمل تحميل Download عبر الشبكة لأن عندي فيروس من نوع حصان طروادة Trojan.. لكنه مصر على نطق اللفظتين بالطريقة الخطأ..

يأتي رمضان فينهمك الشباب في فرمتة الهاردات .. أي انهم يقومون بعمل تهيئة Format للأقراص الصلبة لمسح ما عليها من أطنان الصور العارية .. ثم يأتي يوم 20 رمضان فينهمكون في البحث عمن لديه محموعة من تلك الصور لإنقاذ الموقف قبل العيد..

أما عن المحادثات عبر الإنترنت وهي بالوعة الوقت التي تنمو بنمو البطالة وبنفس المعدلات، فهي نشاط بشري لعين يقضي بأن تجلس أمام الشاشة تحدث أشخاصًا لا تعرف عنهم أي شيء سوى ما يقولون عن أنفسهم، وغالبًا ما تستعمل كوسيلة للتنفيس الجنسي من منطق أنه لا أحد يعرفك على الشبكة، وإللي يعرف خالي يقول له .. هكذا تخرج أكثر الدوافع كمونًا وكبتًا .. ولهذا نسمع دائمًا عن قصة الحب المثلي التي تنشأ بين فتاتين ثم يتضح أنهما فتيان يضحك كل منهما على الآخر .. هذه المحادثات أوجدت لغة جديدة خاصة بها هي كتابة العامية بنفس الحروف اللاتينية بحيث يصير النص مستحيل القراءة، وتجد كلمات عجيبة على غرار:
Salamo 3alaikom و Besara7a لاحظ أن رقم 3 يدل على حرف العين، ورقم 7 يدل على الحاء، ورقم 2 هو الهمزة ..
لا أفهم السبب .. لماذا لا نستعمل الإنجليزية كما هي وبشكل دقيق واضح، أو نستعمل العربية الجميلة المحكمة ؟ .. لماذا لا نقول (تنصيب البرنامج) أو Program setup بدلاً من تلك اللغة الهجينة التي ليس لها أب شرعي ؟ .. اللغة التي لم تجعلنا عربًا ولم تجعلنا خواجات..
المشكلة في مصر عامة هي أن الناس لا تكون لكنها تعرف كيف تبدو .. أي مسئول يرى ازدحام مقاهي السايبر وعدد ساعات الإنترنت سوف يقول في فخر إن التكنولوجيا غزت مصر.. السؤال هنا هو ماذا يصنعون بهذه التكنولوجيا ؟... أعتقد انك ستجد أن 5% فقط يستعملون الإنترنت للحصول على معلومات والباقي يستخدم في تحميل الأفلام والصور إياها والشات .. وهناك من يستخدمون الإنترنت مثل المحولجي الذي يتلقى أية رسالة فيرسلها لعشرين واحدًا قبل أن يتبين ما هي ..

قديمًا انتشرت تلك الورقة التي تحكي عن وصية حلم بها خادم مسجد الرسول (ص) وقرر أن يوزعها على الناس، فمن لم ينسخ تلك الورقة عشرين مرة ويوزعها على معارفه حدث له كذا وكذا .. علماء الدين قالوا إنه موضوع لا أساس له من الصحة ودعابة عملية قاسية جدًا. اليوم يستخدم شبابنا الكمبيوتر لعمل الشيء ذاته .. تصلك رسالة بالبريد الالكتروني تخبرك أن وقعتك سودا بإذن الله لو لم ترسلها لثلاثين واحدًا أو تجرأت ومسحتها. هكذا تستخدم التكنولوجيا في خدمة الخرافة التي ليس لها أساس ديني.

هذه من استخدامات الإنترنت المصرية العبقرية كما ترى .. والحديث يطول على كل حال، لهذا نكتفي بهذا القدر اليوم قبل أن يهنج – بتشديد النون - جهاز الكمبيوتر مني !