الغضب الساطع آتٍ سأمر على الأحزان
من كل طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ
و كوجه الله الغامر آتٍ آتٍ آتٍ
لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي
سأدق على الأبواب و سأفتحها الأبواب
أريد أن أسافر إلى أمريكا .. إلى بلد يعرف قدري .. قلت له: لماذا تريد أن تسافر لبلد يعرف
قدرك ؟... لماذا تريد هذه الفضیحة ؟ .. في بلد طیب متسامح مثل مصر يمكن للحمار أن يظل مستورًا وأن
يأمل في وجبة العشاء.. لكن هناك سیفتضح أمرك خلال ربع ساعة ... نصیحتي هي.. ابق هنا !
كان يعتقد أن بلاهته وعقده فريدة من نوعها .. عندما اختلط بالناس أدرك أنه وباء متفش .. وقد أصابه
هذا بالذعر .. كان يحسب نفسه متمیزًا أكثر من هذا ..!
فتیات خبیثات لا يكففن عن الهمس والضحكات المختلسة .. معهن شعرت بأنني ذئب وديع تحیط به
الحملان المفترسة !
لو سمح ببیع اللحم البشري عند الجزارين، لارتفعت قیمة الإنسان مرة أخرى .. عندئذ سیكون سعرك يا
صديقي آلاف الجنیهات ..
كان يشتري الأثاث الغالي كي يصیر من الناس الذين يشترون الأثاث الغالي !.. يلعب التنس كي يصیر
من الناس الذين يلعبون التنس .. يدخن الغلیون كي يصیر ممن يدخنون الغلیون ..
ألن يكفوا عن هذا السخف ؟.. كل مجلة ترى على غلافها عجوزاً متعصباً وتحت صورته عبارات من طراز:
"سید عبد السمیع يتكلم" .."شهادتي للتاريخ".. وداخل العدد تجد أحد الصامتین الذين قرروا أن يتكلموا
فجأة : "جمال عبد الناصر لم يكن يحب الجبنة البیضاء ..لقد كذب هیكل"... "السادات لم يكن يشد السیفون
بعد مغادرة الحمام".. و"كنت جالساً مع إبراهیم حنفي وسید شحاته حینما دخل عبد الناصر وفي يده
ساندوتش بسطرمة"..
كل واحد منهم كان الصديق الأقرب لأحد الزعماء، وكل واحد منهم يعرف يقیناً بالمكان الذي ذهب إلیه
الزعیم بعد وفاته ..
سئمت التظاهر بأنني آخر ..
سر تقديرنا البالغ لمن ماتوا، هو أنهم لن يضرونا بعد الآن
إعمل الخیر وارمه في البحر .. بشرط أن يراك أحدهم وأنت تفعل ذلك .. عندها سیخبر الآخرين أنك لا
تفعل الخیر فقط، بل وترمیه في البحر أيضاً ّ
كانت فرقة من فرق الأفراح التي تزف العريسین .. نفس الوجوه الكالحة التي تلقى اكثرها مطواة في
وجهه في مناسبة ما .. تعرف جیداً انهم سیتعاطون (الكیف) بما سیحصلون علیه من هذا الزفاف .. ضوضاء
لا تفهم فحواها سوى أن كل مقطع غنائي ينتهي ب (اللیلة).. مع ذلك الولع المرضي بتشويه أغاني (أم
كلثوم)..
ينتهي فیلم (العار) بنصیحة أخلاقیة لا بأس بها .. تجارة المخدرات مربحة جداً بشرط أن تتعلم إخفاءها
تحت البحیرات المالحة !
Posted By moustapha achraf في 3:21 م
يا كم احسد الأطفال الصغار... عندما اراهم استعيد ذكريات الطفولة حين كنا ننهض صارخين فى الظلام ,فنجد من يعانقنا ...و يهدىء من روعنا ويلثم جبيننا بشفتين دافئتين ...ثم يحملنا لنام معة...كيف يمكن ان تؤذينا كل شياطين الكون بعد هذا ..؟!! كم احتاج انا الرجل الناضج الى من يفعل معى ذات الشىء! لكن زمن تلقى الحنان ولى ...على ان أعانى كل شىء وحدى....على ان اقف وحيدا فى العواصف كجدار ...بل تصور هذا... انا مطالب بأن اعطى الحنان و الحماية للاخرين وانا مفتقدة
Posted By moustapha achraf في 10:18 ص
Posted By moustapha achraf في 3:19 م
التسميات: حاجات تفقع و تغيظ
فاكرين حوار الوقفة المحظوظة و حوار الكمبيوتر الى حصل ...اخيرا افتكرت انى اصلح الكمبيوتر رحت واخد الهارد ورحت على سعد صديقى الصدوق اشوف الهارد مالة لنا قولت اكيد العيب من الهارد ....روحت و عملت وظبت الهارد على الأخر وروقتة و اخدت حاجات جديدة من عندة وقولت كدة خلاص بقى مالوش حجة ونزلت اخدت تاكسى مستعجل بقى عايز الحق اقعد على الكمبيوتر حبة قبل منام .....المهم روحت وصلت الهارد اللاقى نفس الرسالة الملعونة تانى قولت لأ بقى دة مش هارد وقفلتة و قمت ....حبة كدة و قولت طب م اشيل الرامات و اجرب شيلت الرامات و حطيتها تانى اشتغل وقلت يا سلالالالالالالالالالام ما كنت شيلت الرامات من زمان بدل منا قاعد اسبوع متغاظ ورحت قفلة و نمت وانا لسة متغاظ
يا جماعة أصحو يا جماعة الشمس صحيت يا جماعة ....اخويا كان بيصحنا كده زماااان أيام ابتدائي لما كنت أنا و هو مع بعض في نفس الأوضة المهم وأنا مسافر البلد معدين بالعربية على كفر الدوار ألاقى يافطة كبيرة وعليها صورة الريس ومكتوب كفر الدوار ترحب بكم وبردة نفس اليافطة بنفس الصورة مكتوب عليها تصحبكم السلامة محافظة كذا .....وخد بقى عندك الموضوع دة على كل البلاد والقرى و الكفور و النجوع لحد م و صلت بلدنا .....بس لما نزلت القاهرة عشان ازور خطيبتي لقيت راجل فاتح صيدلية بس اليافطة بتاعتها بردة عليها صورة الريس الله طب آية العلاقة كمان لو قعدت تحسب فيه كآم مدرسة اسمها مبارك وكآم مستشفى وكآم مركز شباب يااااااة دة غير المحطات و الشوارع و المزارع كمان دة غير أنة عند اى مقر للحزب الوطني لازم تلاقى 3 أو 4 صور كبيرة للريس ...كمان لو عديت على اى محطة ترام اتجديدت أو أنشالة حتى فسقية ولا نافورة ايوة الله حتلاقى مكتوب تم افتتاح في عهد الريس مبارك طب دية مالها ومال الريس ...عمرك كدة فى فيلم امريكانى ولا فرنساوى لقيتهم كدو معلقين صورة بوش عند يافطة مطعم ولا عند الكارتة بتاعة نيويورك ولا مثلا لقيناهم راحوا مسمين البلد بأسمة ابدا.... ولا مثل عند باب الحزب الى بوش تابع لية علقوا صورتة علية ولا صورة اوباما مفيش خالص الكلام دةيا عم مش امريكا اى حتة فى اوروبا ولا بلد من دول فكك من باكستان و الناس دية علشان زينا نفس النظام ....من الأخر كدة زى ما اخويا قالها من زمان... يا جماعة أصحو يا جماعة
Posted By moustapha achraf في 2:39 م
Posted By moustapha achraf في 2:13 م
التسميات: حاجات تفقع و تغيظ
أكد المرسي عبد الهادي خفاجي حامل الحدوة ورئيس جمعية الحمير المصرية بأن الجمعية تسعي لإقامة أول مركز لعلاج مرضي السرطان بمحافظة كفر الشيخ بدعم من المحافظة والجهات الشعبية والتنفيذية ورجال الأعمال من أبناء المحافظة وأعضاء جمعية الحمير, حيث يجري حاليا التنسيق مع مختلف الجهات لتوفير الدعم المالي اللازم لإنشاء هذا المركز بمدينة كفر الشيخ خلال الفترة القليلة القادمة حيث يعتبر علاج مرضي السرطان هو النشاط الأول لجمعية الحمير المصرية المقامة منذ عام1934.وعن نشاط الجمعية أكد رئيس جمعية الحمير المصرية أنه أكبر حمار في العالم وله الشرف في ذلك, وانه احتفل بحصوله علي هذا اللقب وتربع علي عرش حمار العالم الأول بعد موت رشدي اسكندر أقدم المؤسسين لجمعيات الحمير في العالم.أشار الي انه تدرج في عضوية الجمعية حيث بدأ بلقب جحش الحمار الصغير والحدوة وحامل البردعة حتي أصبح حمارا كبيرا وانه مسئول عن نشاط الجمعية بكافة أنحاء الجمهورية وأن عدد أعضاء الجمعية يصل الي مليوني شخص حاملين لقب الحمار.
انا مش حعلق
Posted By moustapha achraf في 2:04 م
امبارح و انا راجع من الشغل طلعت على البحر كالعادة علشلن اركب و اروح كالعادة و اخد المشوار الحلو دة لحد البيت .....المهم ركبت ميكروباص و السواق الى فية راجل كدة و دقنة كبير و بيضة المهم اديتة جنية من المكتبة لحد ستانلى راح باصليلى كدة و قالى لسة ربع جنية يا خويا قولتلو لية انا مش مكمل للاخر انا نازل ستانلى اللى هو كدة المهم قولت اوفر على نفسى الدوشة و الصداع و اديلة الربع جنية اهو عربيتة و هو حر فيها و بعدين هوب لقيتة راح مشغل شريط من الى هما بتوع ياتارك الصلاة و كدة قولت حلو اهو الواحد يسمعلوا كلمتين وهو مروح يجدد بيها ايمانة بس مش دة الى لقيتوا....بداية الشريط كانت اية صوت عواصف و برق و رعد وبعدين ناس بتغنى بتقول جيل العصاة يحب المنكرات و يكرة الحسنات ..انا سمعت كدة و قولت اية دة قولت لما نشوف الباقى و بعدين حصل المتوقع وراح راجل بيزعق جدا و عملين صدى صوت ميخلكش تسمع حاجة و عمال بقى انت ايوة انت حتروح من ربنا فين يا كافر يا عاصى لماذا لاتصلى وجهنم صنعت لامثالك من الملاعين و الكفرة(كل دية مقدمة الموضوع)وبعدين بعد كل الى قالة دة تلاقى واحد بيقولك احبتى فى اللة يا سلام دة و هو بيزعق بردة المهم انا مش سامع حاجة السمعات و حشة و الراجل بيزعق و انا بتعصب من الناس دية الى بتبقى فاكرة نفسها كدة مقنعة كان الموضوع اييييية (افة العصر انها افة التليفون)ايوة زى ما سمعتوا كدة خلاص ميعرفش مثلا ان التليفوم ممكن الناس تستخدمة استخدام سليم و استخدام خاطىء خلاص ساب النت و الدش و الولاد المايصة و البنات الى مش طايقة هدومها و المخدرات و بقى التليفون هو المشكلة ومحطش فى دماغة ان ممكن يكون فية ناس طبيعية بتستخدم التليفون استخدامة الطبيعى مش عارف ان المشكلة مش فى التليفون المشكلة فى الى بيتكلم فى التليفون ما علينا فكتنى انا من الكلام دة و فضلت باصص من الشباك اتفرج على البحر المهم السواق دة اصلا تحس انة زهقان من نفسة و مش طايقها اصلا طب يا عكم الحج دة ربنا بيقولك تبسمك فى وجة اخيك صدقة و هو افش على كل الناس الى ركبة خصوصا لو لقى ست الى عايز اقولو ان الناس مش بالمظهر المهم المعاملة واهم حاجة مبقتش موجودة عند اغلب الناس الأداب العامة و مراعاة الغير....المهم نزلت وقولت انا اروح اكل و اريح شوية و بعدين انزل لصحابى...كلت شبعت تقلت نمت و لما صحيت اييية اكيد نزلت المهم بقى قولت اركب الترام و ركبت وقعدت لقيت بنتين اعدين و واحدة منهم ماسكة التليفون الصينى دة وقاعدة و مشغلة تامر حسنى لأ و مش كفاية كدة دية معلية على الأخر و انا قاعد عمال اقول هو يعنى اية الأحداث دة مينفعش يحطوا سماعة فى ودنهم ولا حتى لو مفيش يسمعوا على ادهم مش لازم يسمعوا الترام كلة و لسة مكملتش كلام مع نفسى لقيت عيال من بتوع اليومين دول الى بيلبسوا بنطلون ساقط لأ و اية البنطلون بترتر (اة و اللة بترتر)و تلاقى الواد من دول لابس بتاع 10 حظاظات فى ايدة لا و كمان ماشى معوج و فرحان بنفسة المهم حعملهم post مخصوص العالم دية طلعوا و وقفوا عند البنات وراح واحد منهم مطلع موبيلة ومشغل هو كمان اغانى (حاجة تفقع يا جدع)و انا فى النص بقى وسيل من الأغانى العجيبة بتمر على ودانى منهم ودة الى حاولت افتكرة اغنية واحد بيقول فيها جوجوجوجوجوجو و متفهمش دة عايز اية و يروح فى النص مصوت و العيال اية بقى فرحانين بنفسهم و خلاص هما كدة فى قمة الأنبساط و البنات قاعدين مبسوطين بيهم (الطيور على اشكالها تقع)وفجأة راح واحد من العيال دول مطلع قلم و كاتب بالكبير (توتى حلم بنات مصر ونمرة كدة بعديها)و البنت راحت كاتبة النمرة كل دة وانا قاعد اتفرج و عمال اقول علية العوض و منو العوض و جت المحطة بتعتى ونزلت وانا عمال افكر هو اية الهيافة الى الناس بقت فيها دية مفيش احترام للناس التانية ولا يعنى هو دة مفهوم النضافة لما يبقى معاك موبيل تصدع بية الناس و ياريتة مشغل حاجة عدلة المهم ان الواحد حتى الشارع مش عارف يمشى فيى دى حاجة تفقع.............
Posted By moustapha achraf في 10:27 ص
التسميات: حاجات تفقع و تغيظ
منذ بضعة أسابيع قلت إن فوز ماكين بالانتخابات شبه مؤكد، واستندت في هذا إلي رأي مفكرين كبار قالوا إن أمريكا ليست مهيأة بعد لرئيس أسود أو رئيس امرأة، وإنه في ساعة الجد سوف يتم انتخاب الأبيض الانجلوساكسوني البروتسنتانتيWASP.. أي «ماكين» باختصار شديد. طبعًا كان هذا قبل الأزمة الاقتصادية وسارة بالين وعوامل أخري كثيرة جعلت فرصة أوباما شبه مؤكدة في الفوز، ما لم تحدث معجزة أو يتورط أوباما في فضيحة جنسية خلال هذه الفترة القصيرة. الخلاصة أن الاعتراف بالحق فضيلة بلا شك..
غير أن أوباما نفسه مقلق .. ها هي ذي الانتخابات لم تبدأ بعد والرجل يبذل الوعد تلو الوعد لإسرائيل في سخاء، حتي وصفه روبرت فيسك ساخرًا بأنه «يبدو كأنه يرشح نفسه للكنيست الإسرائيلي لا رئاسة الولايات المتحدة»». ربما أكون مخطئًا كالعادة، لكن هل فيسك يتكلم بما لا يعلم؟كبرهان علي هذا الكلام، ظهر مؤخرًا إعلان لحملة أوباما منشورًا في موقع أمازون ضمن إعلانات مدفوعة عن كتاب «اللوبي الإسرائيلي». اضطر أوباما لرفع هذا الإعلان بعد ما كتب عنه محرر نيويورك صان. أكد أوباما أن الإعلان ظهر هناك بطريق الخطأ .. لم يقرأ الكتاب لكن ما سمعه عنه يجعله لا يتفق مع مؤلفيه. مذعورًا أكد أن له وجهة نظر مختلفة عن الكتاب وأنه يؤمن بمساندة إسرائيل بلا حدود .. وهو يري أن ما يقال عن كون مساندة إسرائيل تسيء لسمعة أمريكا كلام فارغ.. هكذا يؤكد أوباما ما قاله فيسك من قبل..مع الانتخابات الأمريكية يكثر الكلام عن اللوبي اليهودي في أمريكا. لفظة لوبي في حد ذاتها مشتقة من رواق Lobby البرلمان البريطاني الذي كان الأعضاء يجتمعون فيه قبل المجادلات البرلمانية. وحجم هذا اللوبي اليهودي يتراوح بين كونه يدير مصائر العالم من خلف الستار في ضوء الشمعدانات السباعية، وبين كونه غير موجود علي الإطلاق كما يري البعض. هل إسرائيل تحرك الولايات المتحدة بيد قادرة اسمها اللوبي اليهودي ؟ أم أن إسرائيل هي نفسها يد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، تنفذ سياستها بكفاءة وقدرة كما يري «هيكل»؟الانتخابات الأمريكية تعيد هذا السؤال للأذهان، وقد تذكرتْ قناة الجزيرة ذلك الكتاب المهم «اللوبي الاسرائيلي» الذي كتبه ميرشايمر ووالت عن اللوبي الاسرائيلي، وصدر عام 2007 كتطوير لورقة بحثية صدرت عام 2002. الأول أستاذ علوم سياسية في شيكاغو، ومعارض عنيف لحرب العراق و له مقالان مهمان عنها هما «الحرب غير الضرورية» و«إبقاء صدام في الصندوق»، وكرر في كل مناسبة أن الحرب علي العراق هدفها الأوحد جعل إسرائيل أكثر أمنًا. الثاني أستاذ علاقات دولية في هارفارد. من حين لآخر يجرؤ مثقف في العالم الغربي علي أن يعلن أن الامبراطور عار تمامًا .. طبعًا يتحدي بذلك تهمة معاداة السامية الجاهزة لتطير الأعناق وتقطع الأرزاق. وحتي اليهود الذين ينتقدون إسرائيل يصير اسمهم «اليهود الذين يكرهون أنفسهم». حتي استعمال مصطلح اللوبي الإسرائيلي نفسه يتهمك بمعاداة السامية.هذا الكتاب يقول باختصار إن مجموعة المصالح التي تشكل اللوبي الاسرائيلي تدفع الولايات المتحدة دفعًا إلي تشجيع الجرائم ضد الفلسطينيين ومعاداة سوريا وإيران وتجاهل الولايات المتحدة لمصالحها الجوهرية. هو لوبي مثل أي لوبي آخر يهدف لمصلحة أعضائه، لكنه يفعل ذلك بكفاءة عالية جدًا. وهذا اللوبي أقنع الشعب الأمريكي أن مصالح إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة هما نفس الشيء. إن منظمة «إيباك AIPAC» أو لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية تسيطر بقوة علي الكونجرس، مع 34 مؤسسة سياسية أو اقتصادية مما يمنح اللوبي قوة غير معتادة، مسلحًا بتهمة معاداة السامية، لكن هذا اللوبي لم يستطع غزو الساحات الأكاديمية علي كل حال، برغم أن اللوبي يراقب بعناية أبحاث وكلام أساتذة الجامعات. ويجب أن نتذكر أن جامعة هارفارد أصرت علي محو شعارها من أية نسخة من هذا البحث، كما أبرزت بوضوح أن الدراسة تعبر عن رأي كاتبيها ولا علاقة لها بها.ليس اللوبي مكونًا من اليهود فقط، بل يتضمن عددًا هائلاً من المبشرين الإنجيليين ومنهم بات روبرتسون ورالف ريد. هؤلاء يؤمنون بأن إسرائيل نبوءة إنجيلية لابد أن تتحقق، والعرب الأوغاد يمنعون تحقق هذه النبوءة. هناك كذلك شبكة من الإعلاميين اليهود في وسائل الإعلام. ومعظم رجال اللوبي يؤمنون بسياسات حزب الليكود ولهم دور بالغ الأهمية في تحريك الحرب علي العراق. بالتالي أمريكا تحارب وتعاني وتدفع من أجل إسرائيل حاسبة أن هذه مصلحتها. إسرائيل تلقت مساعدات قدرها 140 مليارًا منذ الحرب العالمية الثانية وهي أكثر طرف ينال مساعدات أمريكية في العالم، دعك من أنها الطرف الوحيد الذي ليس عليه أن يبرر أوجه إنفاق المعونة.. يعني هي حرة تمامًا. ومن أجل إسرائيل استعملت الولايات المتحدة حق الفيتو 32 مرة منذ عام 1982 حتي اليوم.هذه العلاقة أفسدت تمامًا علاقات أمريكا مع العالم العربي «هذا صحيح لكن علي مستوي الشعوب طبعًا» برغم أن إسرائيل عبء حقيقي علي أمريكا.. طفل مزعج قد تضطر أمريكا إلي تركه في البيت حتي لا يحرجها كما حدث في حرب الخليج الثانية.هذا ما قاله الأستاذان الأمريكيان.. بذكاء تجنبا استعمال لفظة «لوبي يهودي» وفضلا استعمال «لوبي إسرائيلي» حتي تنتقل الإيحاءات إلي السياسة لا الدين، وهما يذكران الحقيقة المعروفة: أمريكا ليست حليفة إسرائيل ضد الإرهاب، بل هي تواجه الإرهاب لأنها حليفة إسرائيل!. سجل إسرائيل في الإبادة العرقية ليس أكثر نصاعة من أعدائها.. وشامير الإرهابي الذي اغتال «فولك برنادوت» وسيط الأمم المتحدة للسلام، صار رئيس وزراء إسرائيل وقال بوضوح تام: اليهودية لا ترفض الإرهاب كسبيل للصراع.هناك من امتدح الكتاب باعتباره دعوة للصحوة أو «مكالمة إيقاظ»، وأقر ساسة كثيرون منهم برجينسكي بصحة هذا الكلام . قال أحدهم : «لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط ما لم تنظر أمريكا بصراحة لحقيقتها المذكورة في هذا الكتاب المحزن». وقال أحدهم: «البحث يتضمن الكثير مما هو حقيقي والقليل مما هو جديد..». عامة دعا مشجعو الكتاب إلي نبذ تهمة معاداة السامية الجاهزة .. لا مشكلة في انتقاد إسرائيل إذا كان المنتقد لا يسلب إسرائيل حقها في الوجود. يقول آخر: «الحملة المسعورة علي الكتاب دليل آخر علي أن كلامه صحيح..»يقول جوزيف مسعد أستاذ السياسة العربية في جامعة كولومبيا: هل اللوبي الإسرائيلي قوي فعلاً؟.. لقد واجهت قوتهم المروعة ومحاولاتهم لطردي من الجامعة، لذا أجيب: نعم.. لكن هل اللوبي يتحكم في سياسة أمريكا نحو الفلسطينيين؟.. أقول لا.. أمريكا سياستها استعمارية أصلاً .. وهي لا تساند من حركات التحرر إلا ما يناسب سياستها..أما من هاجموا الكتاب فقالوا إنه مجرد تنويع علي نظريات المؤامرة البلهاء المعتادة.. إن فرضية أن الذيل اليهودي يحرك الكلب الأمريكي تبسيط لا تتحمله الأمور. أحدهم قال: هذا يفترض أنه لو تخلت أمريكا عن سياستها المساندة لإسرائيل لأعلن بن لادن التوبة، وعاد ليعمل في المقاولات مع أسرته!. من الغريب أن من ضمن معارضي الدراسة «ناعوم تشومسكي» نفسه الذي رأي أن البحث انتقائي جدًا. قالوا كذلك إن الكتاب ابتزاز أخلاقي وإن البترول وليس اسرائيل هو ما يحرك سياسة أمريكا في المنطقة. هذه نقطة رد عليها المؤلفان بسهولة: لو كان هذا هو الحال لساندت أمريكا الفلسطينيين ولكانت صديقة إيران الحميمة.هناك بالطبع لوبي عربي في أمريكا.. تصور هذا!.. البداية هي الرابطة القومية للعرب الأمريكيين NAAA التي تكونت عام 1972، ثم ظهرت جمعيات أخري كنتيجة للكراهية المتزايدة ضد العرب مع حرب 1973 وحظر البترول. قال جيمس زغبي إن اللوبي العربي يعاني مشاكل في التنسيق والانتخاب .. بالأحري هو غير موجود تقريبًا.الانتخابات الأمريكية علي الأبواب، وسوف نري ونسمع .. لكن سياسة أمريكا ثابتة تجاهنا ولن تتغير ما لم نتغير نحن، سواء هز الكلب الذيل أم هز الذيل الكلب.
Posted By moustapha achraf في 2:58 م
التسميات: مقالات د.أحمد خالد توفيق
Posted By moustapha achraf في 2:55 م
التسميات: مقالات د.أحمد خالد توفيق
فعلاً لابد أن تشعر بشيء من الخجل والذنب وأنت تكتب هذا المقال، لأنك تعرف أن الناس لديها ما يكفي من المشاكل، وأنهم قد يضمونك إلي ذلك الذي يحتج علي وقف استيراد الكافيار وذلك الذي لا يجد - ياي - نوعًا جيدًا من الفواجراه، لكن الأمر محزن فعلاً ويتلخص في أننا - المصريين - من أقسي شعوب الأرض علي الحيوانات.
أذكر وأنا تلميذ في المدرسة الابتدائية أنني كنت عائدًا لداري، فرأيت مجموعة صبية يتقدمون نحو حمار يأكل مربوطًا لعربة «كارو». تأكدوا من أن صاحب العربة ليس قريبًا ثم .. لم أصدق ما رأيت حتي أنني ظللت واقفًا كتمثال أبله لخمس دقائق. .. لقد غرس أحدهم بكل قوته عصا مدببة في عين الحمار حتي فقأها! وانفجروا يضحكون وركضوا فارين. .. يا ليتك رأيت وسمعت ما فعله هذا الحيوان الأعجم وهو يكافح الألم. ولا تسأل عما رآه صاحبه عندما عاد، لأنني كنت قد فررت بدوري متوقعًا أن يمزق الرجل أول صبي يجده في المكان.بلاش دي.. خذ ذلك العامل في المستشفي وهو يحكي لي عيناه تلمعان كيف وضع كلبًا صغيرًا في كيس وربطه وأغرقه في الترعة في قريتهم! يتكلم بفخر كأنه قضي علي الجوع والفقر والمرض بضربة لازب .. تمنيت لو أن كلبًا عملاقًا بحجم كينج كونج يمسك بهذا العامل وعياله ليغرقهم في الترعة ليروا كم أن هذا مضحك.. وهل رأيت في قناة الجزيرة تاجر الفراخ الذي يسكب الكيروسين علي الكتاكيت الحية ثم يشعل فيها النار ويراقبها في استمتاع وهي تحترق؟. هل رأيت علي الإنترنت الحمار الذي ثقلت حمولة العربة به فسقطت للخلف وظل هو معلقًا في الهواء ينتظر الفرج؟.. في حديقة الحيوان رأيت أطفالاً يحملون قطة صغيرة تموء مصرين علي رميها للبجع علي سبيل التلذذ بالمشهد الدامي، ولولا الحارس الذي احتفظ بآدميته وصاح فيهم: » حرام عليكو.. دي مش روح؟» لفعلوا ذلك.. دعك من الهواية الجديدة التي يمارسها الأطفال وهي قطع أطراف الكلاب والقطط بالشاطور، وهم بالطبع ورثوا هذه القسوة عن آبائهم!قسوة لا يمكن وصفها فإذا فتحت فمك انفجروا يضحكون في استخفاف. كلما طالبت بالرحمة بالحيوان قالوا لك : «ارحموا البشر أولاً»، وكأنك تطالب بتعذيب البشر كبديل رخيص. أو قالوا لك: «الناس غلبانة».. نعم .. لكن ما علاقة الغلب بفقء عيون الحمير وهي تأكل؟.. لو كان هذا يقضي علي الفقر فلسوف أفقأ عيون كل الحمير في القري المحيطة بمدينتي. إنما منطقهم هو : «نحن نتعذب .. فليتعذبوا كذلك مثلنا!»«أمينة أباظة» .. هل تعرف هذا الاسم؟.. إنها سيدة باسلة كرَّست حياتها للدفاع عن حقوق الحيوان، متحملة العبارة الدائمة التي تقابلها في كل مكان «مش لما نلاقي حد يدافع عن حقوق الإنسان الأول؟». كلام سليم وصادق، لكن الحقيقة القاسية هي أن من لا يرحم الحيوان لا يرحم الإنسان كذلك، وأن القسوة لا تتجزأ .. خلاصة الأمر هو داء اسمه «القسوة علي من لا يستطيع أن يؤذيك» سواء أكان قطًا أم امرأة عجوزاً تتسول. ..ثم من قال إنه لا وقت لدينا للرف- قامتوان لأننا مشغولون بما هو أهم؟. الواقع يقول إننا نقسو علي الاثنين معًا..«أمينة أباظة» - التي لم ألقها قط - قامت بإنشاء ملجأ للحيوانات المعاقة اسمه «SPARE» اختصار موفق لاسم جمعية الحفاظ علي حقوق الحيوان في مصر وله سمعة دولية حسنة فعلاً. الانطباع الأول الذي يتركه الموضوع هو أنه نشاط من أنشطة سيدات المعادي شبيه بأندية الروتاري والجمعيات النسائية إياها حيث تلتقي ناظلي هانم مع فريدة هانم للمطالبة بزرع أشجار البتونيا، لكنك لو دخلت الموقع لرأيت هذه السيدة الراقية تحتضن حيوانات متسخة سيئة التغذية يسيل الدم من قروحها.. حيوانات لا يجرؤ كاتب هذا المقال علي لمسها. هناك في الموقع قصص قاسية حتي بالنسبة لنا مثل ذلك الجزار السادي الذي قطع ذيل كلب بالشاطور! وجدته سيدة أجنبية اسمها «ماري كاستيللي» والأطفال يضربونه بالعصي كالعادة - فكر في الفضيحة العالمية - من ثم أخذته لملجأ الحيوانات. كلب آخر رقبته مقطوعة تقريبًا لأن السلسلة ظلت علي عنقه عامًا .. هناك حمار يجر عربة ثقيلة لمدة عام مع أن رجله مكسورة، فاشترته السيدة فورًا، وقد رأي الطبيب البيطري أنه لابد من إعدامه الرحيم euthanasia، لكن الحمار تحسَّن واستعاد صحته قبل موعد الإعدام! .. كما أنها في عام 2005 جربت طريقة فريدة رحيمة للحد من أخطار كلاب الشارع في مدينتي الأقصر والغردقة بلا تسميم بالسيانيد ولا طلقات رصاص تقعد الكلاب ولا تقتلها، ولم تكلف الدولة مليمًا لأن فريقًا من الخارج تطوع للقيام بهذا.صارت «أمينة أباظة» سفيرة مصر لحماية حقوق الحيوان، ومن اختارها هي الهيئة الدولية ليوم الحيوان العالمي. قبل هذا كرَّمتها جمعيات ألمانية وأسترالية. وتقول في حديث نشرته جريدة «المصري اليوم»: «إن هذا عمل جريء لأن المطالبة بتطبيق حقوق الحيوان التي تعد في الأصل حقوقاً سماوية ينظر إليها في الثقافة المصرية علي أنها «هيافة»». طبعًا اصطدمت مع الدولة مرارًا خاصة وزارتي الزراعة والداخلية، وبدت بالنسبة للحكومة جاسوساً مصَّراً علي فضحنا أمام العالم، ناسين أن السياح يكتبون عنا كلامًا «زي الطين» عندما يرون معاملة الحيوان عندنا.. ذات مرة شكت في قسم الشرطة حوذيًا يسيء معاملة حماره، فاتهمها الضابط بالجنون علي حد قولها وقال : «حمارُه وهو حر فيه» .. ولم ينسوا لها أنها السبب في أن استراليا امتنعت عن تصدير الماشية الحية لنا، بعد ما عرض هناك فيلم فيديو يصور ما يحدث للحيوانات في مجازرنا وهي تساق للذبح! اكتشفت كذلك الكثير من القسوة في حدائق الحيوان، ومنها أن الحمير التي سيتم تقديمها طعامًا للأسود تحرم من الطعام خمسة أيام أو أكثر من منطق «مش حتموت؟.. يبقي خسارة الأكل فيها». تصور أن تجيع حيوانًا لا حول له ولا قوة علي سبيل الاستخسار، وأنت عندك حديث شريف واضح يقول: «دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض». رواه البخاري «3140» ومسلم « 2242 ». كلنا نحفظ هذا الحديث منذ نعومة أظفارنا، لكن لماذا نتكلم عن الدين طيلة الوقت ثم نتوقف عندما تأتي سيرة الحيوان؟.. هل هذا الحديث صحيح أم لا؟.. لو كان صحيحًا - وهو كذلك - فنحن نخالفه علي طول الخط. وماذا عن «في كل كبد رطبة أجر»؟. لماذا لم أسمع في حياتي خطيب مسجد يدعو للرفق بالحيوان، مع علمي أنه ما من رسالة سلوكية يمكن أن تصل في مصر إلا لو ارتدت عباءة دينية. يعني لن تنشر أي ثقافة مرورية أو حضارية أو صحية ما لم تستخدم الدين، وهو شيء فهمه نابليون بونابرت ببراعة، فماذا عن نشر رسالة صحيحة يدعونا لها الدين فعلاً؟فطنت «أمينة أباظة» إلي أن الحل يبدأ من المدرسة ومن التليفزيون، وهذا ما تحاول جاهدة أن تفعله لكنها تصطدم بصخور البيروقراطية وصخور «دي ناس فاضية» الشهيرة.. سيدة عظيمة هي تعطي لمصر واجهة مشرقة حضارية بدلاً من صورة البلد الذي تحترق فيه المسارح وتزور الانتخابات ويخطف السياح. وإلي أن تقرر سيدة شجاعة أخري أن تنشئ «جمعية الرفق بالإنسان» فعلينا أن نؤيد هذه الجمعية وأن نبدأ بأنفسنا.
Posted By moustapha achraf في 10:50 ص
التسميات: مقالات د.أحمد خالد توفيق
Posted By moustapha achraf في 12:49 م
التسميات: مقالات د.أحمد خالد توفيق
ثمة إجماع في وسائل الإعلام والأعمدة الصحفية على أننا رزقنا – من دون الأمم – بألعن جيل من الشباب الرقيع المنحل الشهواني التافه.. (شباب عاوز الحرق) باختصار شديد.. نحن وكل جيلي سلبنا الشباب أحلامه، واحتللنا المناصب التي يمكن أن يطمح إليها، وحرمناه أبسط الحقوق التي يمارسها أي قط في زقاق: الملجأ والزواج، وأعطيناه سفينة غارقة نخرة امتلأت بالثقوب نُهب كل لوح خشب وكل مسمار فيها، وقلنا له إن عليه أن يتولى الإبحار بها بعدنا .. وينظر الشاب إلى البحر الذي يعج بالأساطيل وحاملات الطائرات التي صنعها الآخرون، فيتساءل: ماذا كنتم تفعلون طيلة هذا الوقت حينما كانت السفينة لكم ؟.. فنقول له: أنت شاب شهواني قليل الأدب .. وربما سافل كذلك .. مشكلتك هي أنك كسول تريد كل شيء بلا تعب ..نعم .. وسائل الإعلام تنظر بريبة واضحة إلى هؤلاء الأوغاد بشواربهم نصف النامية والحبوب في وجوههم وأصواتهم الخشنة .. وهي تتظاهر بحبهم وتقدم لهم الكثير من (نانسي عجرم) و(أليسا)، لأنهم ما زالوا الوسط الاستهلاكي الأفضل، لكنها تعتقد في قرارة نفسها إنهم خطر أمني داهم، وأنهم يدارون ذيولهم في سراويلهم ..المشكلة فعلاً أن الشباب لم يعد على ما يرام .. هذه الطاقة الكاسحة المعطلة التي حرمت الأمل والمشروع القومي المشترك تزداد خطرًا يومًا بعد يوم، والفراغ يهدد كل شيء وكل بيت .. لاحظ انتشار الكافتيريات وملاعب البلياردو ومقاهي السايبر.. باختصار: ثقافة البطالة. لاحظ نمو التطرف الديني الذي تزامن مع غياب المشروع القومي والأمل في الغد. ولغة (الروشنة) التي يستعملها الشباب تحوي في 90% من كلماتها معاني الاستهتار والتحدي .. دعك من الوقاحة التي يشكو منها كل مدرس .. يحكي الدكتور (جلال أمين) – العالم الوقور عظيم الشأن - عن شاب من هؤلاء دنا من سيارته وهو جالس فيها ينتظر زوجته، فاستند على النافذة بجواره، وراح يثني مرآة سيارته ويفتحها بلا توقف وبلا هدف واضح وعلى سبيل التحدي فقط، بينما ظل الأستاذ الكبير جالسًا في السيارة صامتًا يرقب هذا السلوك غير المفهوم..لكننا نحن المسئولون بالكامل عن خلق هذا الوحش .. وكما يقول الشاعر العربي:إنا بأيدينا جرحنا قلبنا .. وبنا إلينا جاءت الآلامقرأت لأحد الصحفيين الكبار (الفلاسفة) – ولن أذكر أسماء لأن بلاط السجن سيكون باردًا جدًا في هذه الفترة من السنة - أنه كان في رحلة مع مجموعة من الشباب حينما سمعهم يغنون: الأقصر بلدنا بلد سواح .. فيها الأجانب تتسوح .. وكل عام وقت المرواح بتبقى مشتاقة تروح .. وتسيب بلدنا !يتساءل الأستاذ العبقري: أين ذهب الانتماء لدى جيل الشباب ؟... ذهب يا سيدي الفاضل بسببك وسبب أمثالك، الذين أيدتم كل نظام حكم وكل سياسة، وعملتم جاهدين من أجل الوصول إلى الثراء والنفوذ صاعدين سلمًا من أجساد الشباب المطحون .. في عصر كانت الصحف المصرية ترسم فيه الزعماء العرب جالسين على (قصرية) أطفال، وفي عصر كان يعلن فيه في الصحف عن زيادة الأسعار فتكتب مقالاً كاملاً تؤيد فيه هذه الخطوة المباركة التي تأخرت كثيرًا، وحينما يضع السادات كل قوى مصر السياسية في السجن تكتب مباركًا (ثورة سبتمبر) هذه .. يؤمن الشباب بعبد الناصر فيخرج ألف كتاب يلعن عبد الناصر .. يحن الشباب إلى سعد زغلول فتمزقون سعد زغلول ..كل إنجازات يوليو تحولونها إلى كوارث يوليو .. تهللون للاشتراكية في عهد عبد الناصر ثم تلعنون أباها في عهد السادات .. وتلعنون أمريكا في عهد عبد الناصر وتكتشفون أنها الشريك الكامل الأمين في عهد السادات. ولولا بعض الحياء والخشية من النظام الحالي الذي يستمد شرعيته من أكتوبر لشككتم في حرب أكتوبر ذاتها : "المصريون لم يعبروا القناة في أكتوبر .. القناة هي التي تحركت إلى الغرب بضعة كيلومترات". في إحدى فترات الخلاف العابرة مع أمريكا قرأت مؤخرًا لصحفي كبير جدًا يقول: "علينا أن نشفى من خرافة أن 99 من أوراق الحل في يد أمريكا!". والحقيقة أنك يا سيدي كتبت هذه الخرافة مرارًا من قبل خاصة في عهد السادات ..من حسن حظ الشباب أنه لم يقرأ مقالاتك القديمة تلك وإلا لجن بالتأكيد..تخرج وسائل الإعلام للقاء الشباب ومعها المذيعة التي سكبت زجاجة أكسجين كاملة على شعرها ووضعت طنًا من المساحيق كأنها إحدى بطلات مسرح الكابوكي الياباني.. تسأل الشاب عن اسم وزير (التوابع المضادة) أو وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) فلا يمن الله عليه بكلمة .. من ثم تخرج الصحف صارخة: الشباب تافه شهواني رقيع .. ليت الشباب يهتم بعقله كما يهتم بالدهان الذي يسكبه على شعره ..الحقيقة أن الإجابة عن هذا تكمن في كلمات (أورويل) في روايته الرائعة 1984 عندما دبت مشادة بين البطل وحبيبته حول (هل كان الحزب في حرب مع أيستاسيا أولاً أم كان في حرب مع إيوراسيا ؟)... يقول (أورويل) إن الفتاة لم تكترث بهذا على الإطلاق لأنها لا ترى فارقًا بين هراء وهراء آخر .. الشاب لم يختر وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) ولم يسمع عنه من قبل، ويوم يرحل هذا الوزير فلن يعرف أحد السبب .. إذن ما جدوى معرفة اسمه ؟.. لا فارق بين (هراء وهراء آخر).. اسمحوا للشاب أن يختار وزير (التعاون الإعلامي التخطيطي) ثم طالبوه بأن يعرف اسمه، وانصبوا له المشانق لو لم يعرفه ..نفس الشيء ينطبق على الأسئلة من طراز (متى مات بيلاطس البنطي ؟).. (ما طول نهر المسيسبي ؟).. (من مؤلف كتاب تثقيف الشعوب في تقنية الحاسوب ؟).. السيدة المذيعة لو انتزعوا منها البطاقة الأنيقة لن تعرف الإجابة، والسيد المعد لا يعرف الإجابة وأنا لا أعرف الإجابة، وليس مما يفيد الإنسان المعاصر أن يعرف طول نهر المسيسبي ما دامت هذه المعلومات موجودة في أية دائرة معارف .. إنها ثقافة (الكلمات المتقاطعة) التي يصرون على أنها هي الثقافة ولا شيء سواها، بينما الثقافة هي أن تستخدم ما تعرف في تكوين مفهوم متكامل للعالم من حولك وكيفية التفاعل معه ..لكن وسائل الإعلام لا ترضى بهذا .. هي لا تريد إلا أن ترى الدماء تسيل وتلطخ كل شيء .. لهذا تطالب برأس الشاب التافه.. بينما اسم آخر أغنية لراغب علامة أو عيد ميلاد روبي هي بالفعل معلومات تبدو مهمة للشاب .. على الأقل هو لا يُرغم على معرفتها، وتمس حياته – ورغباته – بشكل واضح .. ولا تتعالى عليه أو تعده بما لا يمكن تحقيقه .. ولا تهدم ما آمن به من قبل بلا مبرر.. والأهم أنها لا تسد عليه طريق الترقي والنمو في الحياة .. باختصار: (روبي) تبدو هي الشيء الوحيد الحقيقي وسط كل هذه الأوهام وكل هذا الكذب ..الشباب ليس مجموعة من الملائكة، لكنهم ليسوا شياطين ..سوف يصيرون كذلك لو لم نفق من غيبوبتنا، ونحن لسنا ملائكة ولا شياطين .. نحن ملاحون خائبون غرقت سفينتهم أو كادت .. وعلينا أن نترك قطعة خشب واحدة طافية ليتمسك بها من يأتون بعدنا.
Posted By moustapha achraf في 4:07 م
التسميات: مقالات د.أحمد خالد توفيق
Posted By moustapha achraf في 3:18 م
التسميات: مقالات د.أحمد خالد توفيق
Posted By moustapha achraf في 3:08 م
التسميات: مقالات د.أحمد خالد توفيق
Posted By moustapha achraf في 2:59 م
التسميات: مقالات د.أحمد خالد توفيق
لأسباب تتعلق بالنحس، اضطررت ذات مرة إلى العودة من القاهرة إلى طنطا في ساعة متأخرة بعد رحيل آخر القطارات.. وهكذا ركبت إحدى سيارات الميكروباص الواقفة في ميدان رمسيس والتي يصر رجال المرور على أنه لا وجود لها .. منذ البداية لاحظت أن السائق محمر العينين يتكلم بالضبط على طريقة (اللمبي).. نموذج فريد جدًا يصلح لشرح الإدمان عليه لطلبة الطب.. شاب عجن شعره لأعلى بالفازلين، وارتدى انسيالاً جلديًا ويعاني حالة متقدمة من الإحساس بالفتونة والعافية والفخر بشاربه..
وانطلق الميكروباص في تلك الرحلة السوداء التي يمكنك أن تتخيلها .. سرعة جهنمية حتى شعرت بأن الميكروباص لا وزن له تقريبًا .. أخطاء قاتلة .. فرملة حيث لا ينبغي أن تفرمل .. الأضواء كلها مطفأة على سبيل (الحرفنة).. كل قاعدة مرور في الكتاب خرقها هذا الفتى .. إنه يسرع في المنحنيات برغم أن أول قاعدة قيادة سمعتها في حياتي هي التهدئة في المنحنيات، من ثم يتحول الميكروباص إلى دراجة أطفال لطيفة تجري على عجلتين .. وعند مدخل أحد الكباري كانت أمامنا مقطورة لا تكف عن إعطاء إشارة الاتجاه إلى اليمين .. هكذا صارت قضية حياته أن يمر من جهة اليمين وإلا فقد رجولته وكرامته .. اقترب جدًا وأوشك على المرور لولا أنه أدرك في آخر لحظة أن الثغرة لا تكفي وأن معنى المحاولة هو السقوط في الماء .. هكذا داس الفرملة بعنف أطار الجالسين .. لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد .. إنه ككل الشخصيات الفمية يعتقد أنه على حق دائمًا .. يخرج رأسه من النافذة ليسب سائق المقطورة بشتائم لا يمكن التلميح لها، وكل ذنب السائق أنه قرر أن يتجه لليمين وأعطى إنذارًا بهذا قبل أن يفعل بخمس دقائق ..
من جديد اندفع للأمام ليضغط على سيارة ملاكي تمشي أمامنا.. ضغط عليها جدًا إلى درجة أنه اضطر للفرملة بالعنف بعد ما أوشكت الكارثة على الحدوث .. من ثم أخرج رأسه من النافذة يسب سائق الملاكي وكيف أن (أمه جايباها له) وإنه بالتأكيد رجل مترف رائق البال ذاهب لممارسة الزنا أو عائد منه ..
أين الرادار الليلي الذي صدعونا بالكلام عنه ؟.. ولماذا أرى كمين مرور للتفتيش على الأحزمة كل دقيقة في الصباح بينما معظم الحوادث تقع ليلاً ؟.. بهذه الطريقة في القيادة ليس الغريب أن يقع حادث من وقت لآخر.. المعجزة الحقيقية ألا يحدث حادث كل دقيقة.. المعجزة ألا تكون لدى كل سائق ميكروباص مرة واحدة يقود فيها في حياته ثم يموت ويأتي غيره، وكلهم يتوق إلى أن يرى طنطا هذه!
(خلص) و(اخطفها) ..كلمتان هما السبب الدائم لمشكلة المرور في بلدنا .. كل حادث لابد أن سببه واحد أراد أن (يخلص) أو وجد فرصة وأراد أن (يخطفها).. حتى هذه اللحظة كنت أرى الركاب هادئين مستسلمين كالخراف، وقد قال لي أحد الجالسين جواري:
ـ"هو دايمًا يسوق كده .. ما تركزش وبإذن الله نوصل بالسلامة"
لكن صبري كان قد نفد، فلو كان هذا المخبول يتوق إلى تدمير الميكروباص والانتحار فهذا شأنه، أما أنا فليس ضمن برنامجي أن يصير أطفالي يتامى بسبب مدمن أفرط في شرب (التوسيفان) أو تلك الخلطة اللعينة التي يطلقون عليها (مزاج العربجي)..
صارحته برأيي في قيادته وكيف إن الميكروباص كاد ينقلب سبع مرات على الأقل .. فقال في غلظة وتحد:
ـ"مش انت اللي سايق يا أستاذ.. أنا اللي وازن الدركسيون وعارف أنا بعمل إيه بالضبط .. يعني أنا عاوز أقلب عربيتي ؟"
أخبرته بحقيقة حسبتها مفهومة، هي أن كل من انقلبت به السيارة كان يزن عجلة القيادة ويعتقد أنه يعرف ما يفعله ..وبالتأكيد لا أحد منهم تمنى أن يحطم سيارته ..,
كل هذا مألوف للقارئ ولا يبرر كتابة هذا المقال، لكن ما ليس مفهومًا هو تلك الثورة العامة التي عمت السيارة، وكيف هبت كل تلك الخراف النائمة تصيح بي بمزيج من الغضب الحقيقي ومداهنة السائق:
ـ"يا عم ما تفوّلش ... تف من بقك .. بشروا ولا تنفروا !"
كان رأسي يوشك على الانفجار من الغيظ .. تأمل معي هذا المنطق .. التحذير هو الذي سيقلب السيارة ويرسلنا إلى الجحيم، بينما كل هذا الذي يمارسه السائق شيء طبيعي والرجل يعرف ما يفعله .. الحوادث لا تقع لأن هناك مستهترين، وإنما لأن أمثالي من الأفندية كغربان البين يصرون على (التفويل) ..
طبعًا تمت الرحلة على خير بدليل أنني أكتب هذه السطور، وإن حققت رقمًا قياسيًا جديدًا هو ساعة إلا الثلث من القاهرة لطنطا، لكن هذه القصة ذكرتني بقصة للراحل العظيم (يوسف إدريس) اسمها (سنوبزم)، عن أستاذ الأنثروبولوجي الذي اعتاد ركوب الأتوبيس المزدحم، وفي يوم راقب مشهدًا غريبًا . رجل يتحرش بامرأة إلى درجة محاولة نزع ثوبها .. لما استغاثت المرأة هب ركاب الحافلة كلهم على من ؟.. على المرأة طبعًا .. وتم رميها من السيارة في أول فرصة .. هذا السلوك الجماعي الغريب أثار فضول عالم الأنثروبولوجي فسأل الناس بصوت جهير عن سبب هذا التصرف .. كانت النتيجة أنه تلقى علقة ساخنة وألقي من الأتوبيس بنفس الطريقة ..
السلوك الجماعي يتخذ مناحي غريبة أحيانًا، وهو في قصتي يكشف الكثير عن مفهوم القدر في عقولنا .. في هذا المفهوم يعتبر الحذر من الحوادث هو سبب الحوادث، ولا يوجد ما يمكن منعه على الإطلاق و(لو مكتوب لنا نعمل حادثة حنعمل .. حتى لو العربية واقفة).. يا سلام على كل هذا الإيمان والزهد الجديرين بالدخول في تراث التصوف !.. يقود الرجل سيارته بسرعة ثمانين في الساعة وطفله السعيد على حجره خلف المقود، معرضًا الطفل لتهشيم جمجمته مع أول فرملة عنيفة، فلو أنه ارتكب هذه الفعلة في الخارج لشنقوه .. يترك الرجل طفله يتسلق سور الشرفة ويتدلى منها… يناول الرجل صديقه كوب الشاي الساخن فوق رأس طفله .. فإذا تكلمت قال لك في حكمة إن الحذر لا يمنع القدر وإن (ربنا يستر) .. فإذا وقعت الواقعة وهلك الطفل جلس في سرادق العزاء يبكي ويتحدث عن (الوديعة التي استردها الله منا ) و(هذا هو عمره ).. نعم .. كان مكتوبًا أن يتسلق الطفل سور الشرفة وتنزلق قدمه فيسقط في الشارع .. كان مكتوبًا أن ينفجر إطار الميكروباص وينقلب وهو يرمح بسرعة 120 كيلومترًا في الساعة .. كل هذا مكتوب كما كتب أنك أحمق مستهتر، ورعونتك سوف تقودك إلى المهالك ..
سبعون بالمائة من الحوادث يمكن منعه .. هذا ما يقوله الغربيون .. كم من حريق ينتظر أن يحدث بسبب عقب سيجارة أوماس كهربي .. كم من كوب مليء بالبوتاسا الكاوية التي تبدو كاللبن ينتظر الطفل البائس الذي سيشربه .. حادث السيارة المروع الذي سيحدث فجر غد بسبب الرعونة .. كل هذا يمكن منعه .. حتى الأوبئة يمكن منعها لأن هناك فرعًا مهمًا من الطب اسمه الطب الوقائي، فلا تبقى إلا نسبة 30% يستحيل أن تفعل بصددها أي شيء، وهي قائمة البراكين والفيضانات والزلازل، وطبقًا لهذا كان ينبغي أن تكون مصر أكثر بلدان العالم أمنًا، فقد حفظها الله من الكوارث الطبيعية لكننا ملأناها بالكوارث البشرية ..
أحيانًا تبلغ القدرية درجة تثير الجنون .. أذكر أن شابًا في العشرين من معارفي أجرى جراحة تافهة، وبسبب خطأ اعترف به طبيب التخدير توفي الفتى على مائدة الجراحة .. قلت لأقاربه إن من حقهم – وربما واجبهم – أن يتخذوا إجراءً قانونيًا .. كان ردهم متوقعًا هو أن التقاضي لن يعيد لهم من مات، ثم أن هذا عمره .. لقد كان مكتوبًا له أن يموت في هذه الساعة .. قلت لهم إنه لو أخرج طبيب التخدير سكينًا وأغمده حتى المقبض في صدر الفتى، فهذا عمره أيضًا .. ولو عممنا القاعدة فلا جدوى من معاقبة القاتل في أية جريمة.. بالطبع لم يكونوا مستعدين لسماع هذا الهراء ، وخبرات آلاف السنين لا يمكن تغييرها لمجرد أنك تريد هذا .. أعتقد أن هذه القدرية سوف تكبلنا للأبد، ما دام لا يمكن منع الحوادث، وما دامت فكرة الاحتياط اعتراضًا على القدر.
واجب علماء الدين أن يثبتوا مفهوم (أعقلها وتوكل) في أذهان الناس منذ الصغر، وأن ينمو نوع من الوعي المروري ذي الطابع الديني في الأذهان، إذا كان الناس فعلاً متدينين إلى القدر الذي يحبون أن يروا أنفسهم به ..
الخاطر الأخير الذي جال بذهني بعد مغامرة الميكروباص تلك هو صورة وطن كامل .. وطن كامل يندفع إلى الهاوية، بينما الناس نيام مستسلمون لقدرهم، و(ما تركزش وبإذن الله نوصل بالسلامة)، فإذا فتح أحمق فمه للاعتراض هبوا غاضبين يخرسونه .. السائق يؤكد أنه يسيطر على عجلة القيادة تمامًا لكن الشواهد تكذبه .. ثم إنني استبعدت هذا الخاطر حتى لا يتهمني أحد بـ(التفويل)، فلعلي إذا أسرفت في الحديث عن ضياع الوطن ضاع الوطن فعلاً !
Posted By moustapha achraf في 2:33 م
التسميات: مقالات د.أحمد خالد توفيق
Posted By moustapha achraf في 2:19 م
التسميات: مقالات د.أحمد خالد توفيق
يندهش عامة الناس عندما يكتشفون أن إنجليزية الأطباء ليست جيدة إلى الحد الذي يعتقدونه، وأن الطبيب قد يقف أمام عناوين جريدة إنجليزية أو نص أدبي حائرًا عاجزًا عن الفهم. السبب الأول هو أن ما يتعامل معه الطبيب ليس اللغة الإنجليزية بالضبط، ولكن لغة أقرب إلى اللاتينية في معظمها .. والسبب الثاني أننا اعتدنا ونحن طلبة طب أن نستخدم تلك الطريقة الغريبة التي أطلق عليها اسم تكنو آراب في مزج المصطلحات اللاتينية بالعربية، لتتكون تركيبات لغوية ممسوخة مثل: النرفات والدراجّات لجمع لفظتي nerve و drug بالترتيب .. وحينما تخرجنا صرنا نستعمل ذات الطريقة على غرار (الجرح حيسبتك) أي أنه سيصير ملوثًا Septic .. لم أجد بعد الطبيب الذي لا يقول He is nauseating يريد القول إن المريض يشعر بغثيان، بينما معنى الجملة لغويًا أن المريض (يقرف).. دعك من تعبيرات مثل أن (المريضة جالها painful) بمعنى أنها تتألم .. ومعناها الحرفي أن المريضة جاءها مؤلم !.. دعك من النطق الذي يثير سخرية الأجانب لكلمات مثل Umbilicus و Jejunum, و Vagina .. فهذه أمور صارت لها قوة الدين ولا يجرؤ أحد على تغييرها.
الغريب أنك تدرك الخطأ لكنك مع الوقت تعتاده حتى لا تبدو متحذلقًا سخيفًا .. ثم تصير أنت نفسك مصدرًا لهذه اللغة وتنقلها لمن يأتي بعدك..
فيما بعد وجدت أن كل مهنة ابتكرت لنفسها هذه اللغة الخاصة بها.. كنا فيما مضى نسمع أن (الكتاوت) بايظ من كهربائي السيارات، وقد احتجت لوقت طويل حتى أعرف ان معناها هو الـ Cut-out أي قاطع الدائرة .. لكن هذا على قدر تعليم الرجل على كل حال فلا تثريب عليه..
أما انتشار الكمبيوتر في مصر فقد ولد لدى الشباب محموعة عجيبة من مصطلحات التكنو آراب.. مثلاًَ يقول لك الفتى في حماس إنه حيصطّب البرنامج .. وإن التصطيب خلص .. تستغرق نصف ساعة لتفهم أنه يتكلم عن Setup أي تنصيب البرنامج .. وقد صارحني مهندس الكمبيوتر من أنه يخشى أن الهارد بتاعي حيبيد (بتشديد الياء الأخيرة) فظللت قلقًا لأن الهارد حيبيد، ثم عرفت أنه يريد قول إن قرصي الصلب قد يمتلأ بالقطاعات التالفة .. هكذا أثريت العربية بفعل جديد هو (يبيد) بتشديد الياء بمعنى (يصير تالفًا) وهو مشتق طبعًا من Bad الإنجليزية ..
قال لي مهندس اتصالات إنني لا أستطيع عمل (داونلوت) لأن عندي (ترواجان)... فهمت فيما بعد أنني لا أستطيع عمل تحميل Download عبر الشبكة لأن عندي فيروس من نوع حصان طروادة Trojan.. لكنه مصر على نطق اللفظتين بالطريقة الخطأ..
يأتي رمضان فينهمك الشباب في فرمتة الهاردات .. أي انهم يقومون بعمل تهيئة Format للأقراص الصلبة لمسح ما عليها من أطنان الصور العارية .. ثم يأتي يوم 20 رمضان فينهمكون في البحث عمن لديه محموعة من تلك الصور لإنقاذ الموقف قبل العيد..
أما عن المحادثات عبر الإنترنت وهي بالوعة الوقت التي تنمو بنمو البطالة وبنفس المعدلات، فهي نشاط بشري لعين يقضي بأن تجلس أمام الشاشة تحدث أشخاصًا لا تعرف عنهم أي شيء سوى ما يقولون عن أنفسهم، وغالبًا ما تستعمل كوسيلة للتنفيس الجنسي من منطق أنه لا أحد يعرفك على الشبكة، وإللي يعرف خالي يقول له .. هكذا تخرج أكثر الدوافع كمونًا وكبتًا .. ولهذا نسمع دائمًا عن قصة الحب المثلي التي تنشأ بين فتاتين ثم يتضح أنهما فتيان يضحك كل منهما على الآخر .. هذه المحادثات أوجدت لغة جديدة خاصة بها هي كتابة العامية بنفس الحروف اللاتينية بحيث يصير النص مستحيل القراءة، وتجد كلمات عجيبة على غرار:
Salamo 3alaikom و Besara7a لاحظ أن رقم 3 يدل على حرف العين، ورقم 7 يدل على الحاء، ورقم 2 هو الهمزة ..
لا أفهم السبب .. لماذا لا نستعمل الإنجليزية كما هي وبشكل دقيق واضح، أو نستعمل العربية الجميلة المحكمة ؟ .. لماذا لا نقول (تنصيب البرنامج) أو Program setup بدلاً من تلك اللغة الهجينة التي ليس لها أب شرعي ؟ .. اللغة التي لم تجعلنا عربًا ولم تجعلنا خواجات..
المشكلة في مصر عامة هي أن الناس لا تكون لكنها تعرف كيف تبدو .. أي مسئول يرى ازدحام مقاهي السايبر وعدد ساعات الإنترنت سوف يقول في فخر إن التكنولوجيا غزت مصر.. السؤال هنا هو ماذا يصنعون بهذه التكنولوجيا ؟... أعتقد انك ستجد أن 5% فقط يستعملون الإنترنت للحصول على معلومات والباقي يستخدم في تحميل الأفلام والصور إياها والشات .. وهناك من يستخدمون الإنترنت مثل المحولجي الذي يتلقى أية رسالة فيرسلها لعشرين واحدًا قبل أن يتبين ما هي ..
قديمًا انتشرت تلك الورقة التي تحكي عن وصية حلم بها خادم مسجد الرسول (ص) وقرر أن يوزعها على الناس، فمن لم ينسخ تلك الورقة عشرين مرة ويوزعها على معارفه حدث له كذا وكذا .. علماء الدين قالوا إنه موضوع لا أساس له من الصحة ودعابة عملية قاسية جدًا. اليوم يستخدم شبابنا الكمبيوتر لعمل الشيء ذاته .. تصلك رسالة بالبريد الالكتروني تخبرك أن وقعتك سودا بإذن الله لو لم ترسلها لثلاثين واحدًا أو تجرأت ومسحتها. هكذا تستخدم التكنولوجيا في خدمة الخرافة التي ليس لها أساس ديني.
هذه من استخدامات الإنترنت المصرية العبقرية كما ترى .. والحديث يطول على كل حال، لهذا نكتفي بهذا القدر اليوم قبل أن يهنج – بتشديد النون - جهاز الكمبيوتر مني !
Posted By moustapha achraf في 2:17 م
التسميات: مقالات د.أحمد خالد توفيق